نبض سوريا -متابعة
رغم تسجيل انخفاض طفيف في أسعار المواد الغذائية مؤخراً ببعض الأسواق السورية، إلا أن المواطن لا يزال عاجزاً عن تلبية احتياجاته الأساسية بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية، حيث تفاقمت البطالة جراء تسريح العمال وعدم صرف الرواتب بشكل منتظم، بالإضافة إلى شُحِّ الفرص العملية نتيجة القيود الحكومية "الإدلبية المفروضة" والتي شملت تعليق النشاطات في قطاعات حيوية كالعقارات والصحة.
من جهته، قدّر أمين سر جمعية المطاعم السوري،سام غرة، تكلفة إفطار عائلة مكونة من 4 أفراد في رمضان بنحو 75 ألف ليرة سورية عند الاعتماد على الأطباق الشعبية والخضروات والعصائر، بينما ترتفع التكلفة بشكل كبير إذا أُضيفت اللحوم والأسماك أو منتجاتها مرتفعة الثمن".
وأوضح أن "الأطباق التقليدية تُعد الخيار الأكثر شيوعاً بسبب الأزمات الاقتصادية التي تدفع الأسر لتبنّي بدائل أقل تكلفة، لافتاً إلى أن أسعار الخضروات شهدت ارتفاعاتٍ غير مبررةٍ نتيجة الاستغلال التجاري للطلب المتزايد".
كما أشار إلى أن بعض المطاعم خفّضت أسعارها تزامناً مع رمضان، مثل محالّ تبيع وجبة الدجاج المشوي بـ75 ألف ليرة، مقارنةً بأخرى تجاوز سعر الوجبة فيها 100 ألف ليرة، معتبراً هذا التفاوت "غير منطقي" في ظل الظروف الراهنة.
ودعا إلى تعزيز الرقابة على الأسواق وتخفيض الأسعار بما يتناسب مع الوضع المعيشي، خاصةً مع تراجع الإقبال على الشراء تدريجياً بعد الأسبوع الأول من الشهر الفضيل.
في سياق متصل، رصدت تقارير انخفاضاً ملحوظاً في أسعار اللحوم والفواكه والخضروات خلال اليومين الماضيين، إلا أن هذا التحسن يبقى هشاً أمام تدهور الواقع المعيشي المُتفاقم. وفي ظل استمرار التدهور الاقتصادي وتراجع القدرة الشرائية للمواطنين، تتصاعد تحذيرات من احتمالية تفاقم الأوضاع الأمنية، حيث باتت مظاهر العنف والسرقات تنتشر بشكل لافت، لا سيما في أحياء دمشق التي ظلت لسنوات نسبياً بمنأى عن هذه الظواهر.
ويُخشى أن يؤدي استمرار انهيار القوة الشرائية وغياب فرص العمل إلى تفشي الجريمة بمختلف أشكالها، في ظل عجز الأسر عن توفير أبسط متطلبات الحياة، ما يُنذر بتحوُّل الأزمة الاقتصادية إلى أزمة اجتماعية وأمنية تعمّق من معاناة السوريين، لا سيما مع غياب حلول جذرية تُعالج أسباب الانهيار المتجذرة منذ سنوات.