تركيا وإسرائيل ..صراع المصالح والمواجهة على الأرض السورية

  • A+
  • A-

 نبض سوريا -  خاص




تظهر التحركات السياسية والهجمات الميدانية تسابق إسرائيل وتركيا لقضم أجزاء سورية وتثبيت موطئ قدم لكل منهما لكن تلك الأحلام لا تلتطم بمقاومة من الإدارة السورية الجديدة وإنما في اطماع كليهما أبرز المتصارعين على الثروات السورية هما تركيا و" إسرائيل".


أهداف تركيا في سوريا استراتيجيه وواضحة تتجلى بمحاولاتها المستميتة لتطويق قوات سوريا الديمقراطية والقضاء عليها، باعتبارها تهديدا لأمنها القومي،من جانب ، ومن جانب آخر بناء تحالفات مع الحكومة السورية المؤقتة، وإنشاء قواعد عسكرية،حيث كشفت تقارير صحفية عن نية أنقرة إنشاء ثلاث قواعد عسكرية في سوريا، لا سيما في مطار التيفور، نظرًا لأهميته الاستراتيجية، فالسيطرة عليه تمنح القدرة على التحكم في المجال الجوي السوري.



وهذا التطور يعتبر "خطا أحمرا" لإسرائيل، إذ يعيق تحركاتها الجوية بحرية ويشكل تهديدا مباشرا لأمنها القومي،واستدعى ردا فوريا عليها عبر ضربات جوية استهدفت مواقع عديدة في سوريا.


وجاءت الضربات الإسرائيلية على مدى يومين وتعتبر الأعنف منذ سقوط الأسد، كرسالة مباشرة إلى تركيا، ردا على دخول قواتها وتعزيز وجودها العسكري في المنطقة.


 الخطوة الإسرائيلية في سوريا ضد تركيا تعكس موقفاً حاسماً، فقد صرح نتنياهو بأن "تل أبيب لن تسمح بأي تهديد لأمنها القومي"، في إشارة واضحة إلى استعداد تل أبيب لاتخاذ خطوات تصعيدية في حال استمر التمدد التركي في سوريا.


تركيا أيضا تخطط لتدريب مايسمى الجيش السوري الجديد  وإعادة تأهيله، ما يعني أنها ستكون لاعبا رئيسيا على الحدود الشمالية لإسرائيل، وهو تحول استراتيجي يثير قلق تل أبيب بشكل كبير.


على الجانب الآخر، يعكس الصراع في سوريا  أيضًا تنافسا حول السيطرة على الثروات والموارد، حيث تسعى تركيا لفرض سيطرتها على الحدود البحرية في البحر المتوسط، في خطوة تتصادم مع المصالح الإسرائيلية. 


فتركيا ومن اللحظات الأولى من عمر الحكومة السورية المؤقتة أعلنت عن رغبتها في ترسيم الحدود البحرية، وهو أمر تواجهه معارضة شديدة من إسرائيل واليونان وقبرص، بالإضافة إلى الفيتو الأمريكي لأن تركيا لا تعترف باتفاقية البحار لعام 1982، وتسعى لإعادة رسم الحدود وفقاً لرؤيتها الخاصة،

وهو مالم تسمح به القوى الفاعلة في المنطقة بأن تفرض سيطرتها على سوريا ومواردها وثرواتها، وإعادة تقسيم الحدود البحرية بما يخدم مصالحها.

المصالح المضاربة بين تركيا وإسرائيل يجعل من سوريا مساحة حرب مفتوحة لصراع المصالح بين الدولتين الإستعماريتين والخاسر الوحيد السوريين ومقدرات بلادهم.