نبض سوريا -متابعة
لا تزال عمليات القتل الميداني والإعدامات الطائفية تمارس في سوريا، رغم التحذيرات الدولية والوعود الحكومية بوقفها، في ظل مخاوف من انهيار السلم الأهلي وتفجّر صراعات تُهدد النسيج الاجتماعي.
وتتصاعد هذه الانتهاكات مع استمرار الخطاب التحريضي وغياب الإجراءات الرادعة، وفقاً لتوثيقات المرصد السوري لحقوق الإنسان.
في جريمة أثارت غضباً واسعاً بعد تداول صورته وهو يرتدي حبلاً بديلاً للحزام، كاشفةً عن واقع الفقر الذي يعيشه الضحايا في قرية "حرف بنمرة" بريف بانياس بمحافظة طرطوس، أُزهقت روح الطفل "إبراهيم شاهين" برصاص مجهولين يوم عيد الفطر، .
ووثّق المرصد مقتل 22 مدنياً، بينهم طفلان من الطائفة العلوية، خلال أيام العيد، موزعين على محافظات طرطوس وحمص وحماة.
تفاصيل الجرائم:
في اليوم الأول للعيد، تعرّضت قرية "حرف بنمرة" لهجوم مسلّح من مجموعة انطلقت من قاعدة "الديسنة" العسكرية السابقة، ما أسفر عن مقتل 6 مدنيين بينهم مختار القرية والطفل إبراهيم، وإصابة آخرين. وأفادت مصادر محلية بأن المهاجمين رددوا شعارات طائفية قبل تنفيذ الجريمة، ما دفع عائلات للنزوح خوفاً من تصاعد العنف.
وفي سياق متصل، عثر أهالي قرى ومدن سورية على جثث ضحايا مشوّهة تحمل علامات التعذيب والإعدام الميداني، بينهم شاب من قرية "بارمايا" بريف بانياس، وآخر من الطائفة الشيعية في ريف حمص عُثر عليه مذبوحاً ومطعوناً بالرصاص، رغم تلقيه وعوداً بالأمان من جهات مسلّحة.
جرائم ممنهجة وتطهير عرقي:
كشف المرصد عن عمليات إعدام ممنهجة بحق المدنيين العلويين، لا تقتصر على القتل بل تشمل حرق الممتلكات والاعتداءات الجسدية المروعة، في مشهد يُشبه حملات التطهير العرقي. ففي حمص، عُثر على جثث عائلة مكونة من 5 أفراد بينهم طفل داخل مشفى الوعر، بعد اختطافهم من منزلهم بسيارة عليها آثار اصطدام.
تحريض ممنهج وصمت رسمي:
حذّر المرصد من خطورة استمرار الخطاب الطائفي المُحرّض، مشيراً إلى انتشار مقاطع مصوّرة تظهر عناصر أمنية وعسكرية تتبنّى فتاوى تكفيرية، وخطباء مساجد يدعون للانتقام. ورغم مطالبات المرصد بإصدار فتوى رسمية تحرّم العنف الطائفي، إلا أن الحكومة لم تستجب، ما يفتح الباب أمام تصعيد غير مسبوق.
نداءات دولية عاجلة:
أكد المرصد أن المنظمات الإغاثية تعجز عن الوصول للمناطق المنكوبة بسبب تعقيدات أمنية، محذّراً من تحوّل مناطق سورية إلى "ساحات موت معزولة".
وطالب المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف نزيف الدماء، معتبراً أن أي تأخير في الضغط على الأطراف المتورطة يُعمّق المأساة الإنسانية ويدمّر ما تبقى من الوحدة الوطنية.