بعد أحداث دموية
مصادر أهلية تطالب بحماية مدنية فعلية وعدالة انتقالية في الساحل السوري

  • A+
  • A-

 نبض سوريا -مصادر محلية 

أكّدت مصادر أهلية في منطقة الساحل السوري استمرار معاناة النازحين جرّاء الأحداث الدموية التي شهدتها المنطقة، مُشددةً على ضرورة توفير حماية حقيقية للمدنيين وضمان عدالة انتقالية تلامس جراح الضحايا.  


وبيّنت المصادر أن عشرات العائلات ما تزال تعيش حالة تشرد في منازل الأقارب أو مساكن مؤقتة، بعد أن فقدت منازلها التي بُنيت على مدى سنوات بجهود فردية، فيما عبّرت عن استيائها من غياب أي دعم حكومي جادّ يلامس احتياجاتهم الإنسانية أو يقدّم ضمانات أمنية تُنهي حالة الخوف من تكرار سيناريوهات العنف.  


وأوضحت المصادر أن العديد من المنازل التي تعرّضت للتخريب أو المصادرة خلال الأحداث الأخيرة، كانت تمثّل ذاكرة عائلات كرّست سنوات من الادخار والتضحيات لتأمين متطلباتها الأساسية، بدءاً من شراء الأثاث المنزلي وصولاً إلى تأمين الحماية من المخاطر اليومية.  


من جهة أخرى، طالبت المصادر بتحرّك رسمي عاجل لتعويض المتضررين، مُشيرة إلى أن غياب أي زيارة ميدانية من ممثلي الدولة للوقوف على معاناة النازحين أو سماع مطالبهم، يُفاقم من مشاعر الإهمال ويهدّد باندلاع أزمات إنسانية جديدة.  


كما أكّدت المصادر أن الانتهاكات المتكرّرة في المنطقة، ومنها ما حدث مؤخراً في "حرف بنمرة"، أعادت إحياء مخاوف المدنيين من عودة العنف، داعيةً إلى وضع "الهوية السورية" فوق أي اعتبارات أخرى، وبناء ثقة حقيقية بين الدولة والمواطن عبر خطوات ملموسة على الأرض، بدلاً من الاكتفاء بتوزيع المساعدات العابرة التي لا تُلبي الحدّ الأدنى من الطموحات.  


يأتي ذلك في ظلّ استمرار الدعوات المحلية والدولية لتحقيق عدالة انتقالية تُعيد إعمار ما دُمّر من بيوت وحياة، وتضمن عدم تكرار الانتهاكات التي أنهكت المجتمع السوري لعقود.