نبض سوريا - متابعة
في خضم التصعيد المستمر في الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة، كشف تقرير نشره موقع "هافينغتون بوست" عن خطوة استراتيجية جديدة اتخذتها بكين في مواجهة واشنطن، حيث فرضت الصين قيودًا على تصدير سبعة عناصر حيوية تُستخدم بشكل أساسي في الصناعات التكنولوجية والعسكرية الأمريكية.
الصين والولايات المتحدة: علاقة اقتصادية مشددة
وفقًا للتقرير، شهدت العلاقة التجارية بين الصين والولايات المتحدة اندماجًا شبه تكافلي على مدار العشرين عامًا الماضية، حيث أصبحت الصين جزءًا أساسيًا من النظام التجاري الأمريكي. وتستورد الولايات المتحدة العديد من السلع من الصين، بدءًا من الهواتف الذكية وصولًا إلى قطع الغيار الصناعية، ما يجعل أي انفصال اقتصادي بين البلدين خطرًا على الاستقرار الاقتصادي العالمي.
العناصر الأرضية النادرة: ورقة ضغط استراتيجية
تكمن الخطورة الحقيقية في سيطرة الصين على "العناصر الأرضية النادرة"، وهي مجموعة من المعادن التي تُستخدم بكميات ضئيلة ولكنها أساسية في عدد من المنتجات عالية التقنية مثل البطاريات، والطاقة المتجددة، والأسلحة، والأجهزة الطبية. وقد اختارت الصين استخدام هذه العناصر كأداة ضغط استراتيجية ضد الولايات المتحدة، حيث فرضت قيودًا على تصدير سبعة من هذه العناصر، وهي: الساماريوم، الغادولينيوم، التيربيوم، الديسبروسيوم، اللوتيزيوم، والسكانديوم.
الآثار المحتملة على الاقتصاد العالمي
بناءً على التقرير، تُعد هذه الخطوة من الصين بمثابة رد قوي على السياسات التجارية للولايات المتحدة، مما يعزز سيطرة بكين على صناعة حيوية للولايات المتحدة. وتشير التقديرات إلى أن الصين تسيطر على أكثر من ثلث السلع التي تستوردها الولايات المتحدة، وهو ما يجعل من الصعب على واشنطن إيجاد بدائل لهذه العناصر النادرة في حال استمرت بكين في فرض القيود على صادراتها.
وختم التقرير بالقول ،إنه مع تصاعد هذا الصراع، من المحتمل أن يؤدي استمرار هذه السياسة إلى اضطرابات في السوق العالمية، ما قد يؤثر بشكل كبير على الاقتصاد الأمريكي والعالمي. إذ تعكس هذه الخطوة من الصين كيف يمكن للعناصر الأرضية النادرة أن تُصبح أحد المحاور الرئيسية في النزاع التجاري المستمر بين القوتين الاقتصاديتين الأكبر في العالم.