محاولات طمس الذاكرة السورية
دعوة لـ"إعادة تقييم" عطلة السادس من أيار تثير عاصفة من الجدل

  • A+
  • A-

 نبض سوريا -  متابعة

أكد المحلل السياسي مالك الحافظ أن دعوة مدير التربية في محافظة درعا محمد سليمان الكفري إلى "إعادة تقييم" بعض العطل الرسمية، ومنها عطلة السادس من أيار التي تُحيي ذكرى شهداء الاستقلال، تمثل انتهاكاً صارخاً للذاكرة الوطنية.


 وقال الحافظ في منشور له على "فيس بوك"،إن "التصريحات التي زعمت أن شهداء هذا اليوم كانوا "عملاء" لفرنسا وبريطانيا تُمثِّل تشويهاً لأبرز محطات النضال السوري ضد الاستعمار".


وبين المحلل أن "هذه الدعوة تُعد جزءاً من سياسات منهجية تهدف إلى إعادة تشكيل الوعي الجمعي، وتحويل المؤسسات التربوية إلى أدوات لترويض الذاكرة التاريخية"، مُوضحاً أن "الصمت الرسمي" الذي رافق الذكرى هذا العام يُشير إلى انقلاب مُبطَّن على الرواية الوطنية".

 وأضاف أن "ما يجري هو محاولة لتفريغ الرموز التحررية من مضامينها واستبدالها بسرديات مُعاد تشكيلها لخدمة أجندات سياسية ضيقة".


أوضح الحافظ أن "النظام السابق، ممثلاً بحزب البعث، عمل لعقود على حصر ذكرى السادس من أيار في إطار سردية قومية مغلقة، مُغفلاً الجذور الفكرية المتنوعة لشهداء تلك المرحلة، فيما يسعى تيارات سلفية اليوم إلى هدم تلك الذاكرة باستخدام آليات مشابهة، لكن من منظور مُعاكس". 

وتابع أن "الخطر الأكبر يكمن في تحويل الشعب إلى أداة طيعة عبر تزييف الوعي بماضيه، ما يُهدد الهوية المشتركة للسوريين".