نبض سوريا - متابعة
أكدت مصادر محلية في مدينة جبلة التابعة لمحافظة اللاذقية تصاعداً أمنياً غير مسبوق، بعد سيطرت فصائل مسلحة على مواقع حيوية في قرى قرفيص والعقيبة والمناطق المحيطة، ما أشعل حالة من الفوضى والرعب بين الأهالي، وسط غياب تدخل حاسم من الجهات الرسمية.
وقال شهود عيان إن "الفصائل المسلحة أطلقت نيراناً عشوائية في الشوارع، مما دفع المدارس إلى إغلاق أبوابها بشكل عاجل، فيما فرضت ظاهرة "حظر التجوال الذاتي" سطوتها على المنطقة، خوفاً من تصاعد العنف. وبين الأهالي أن المواقع التي استولت عليها الفصائل شملت مطعماً شهيراً يُعرف باسم "جار القمر"، تم تحويله إلى ثكنة عسكرية، بالإضافة إلى فيلتيْن تعود إحداهما للطبيب سيف الدين المقيم خارج البلاد، والأخرى لعائلة دوبا".
وأوضح مواطنون أنهم وجهوا نداءات متكررة إلى المسؤولين المحليين وحكومة المنطقة للتدخل العاجل، لكنهم لم يحصدوا سوى الوعود الفضفاضة، مما زاد من موجة الاستياء وارتفاع وتيرة التوتر.
من جهته، كشف مصدر في "الأمن العام" عن اتفاق تم التوصل إليه مع الفصيل المسيطر على قرية قرفيص، ينص على انسحابه التدريجي من المنطقة خلال الأيام المقبلة.
وشدد المصدر على ضرورة تجنب الاقتراب من نقاط الانسحاب أو توثيقها بالصور، محذراً من عقوبات قانونية صارمة. كما أكد أن قوات الأمن ستتولى الإشراف الميداني الكامل على العملية لضمان عدم تجدد الاشتباكات.
في سياق متصل، تعرضت قرفيص وقرى مجاورة لقصف بطائرات مسيرة، خلف أضراراً مادية كبيرة، وسط حالة ذعر بين السكان الذين وصفوا الأحداث بـ"الانتهاكات التي تُنفذ دون سند قانوني أو مبرر إنساني".
وحتى اللحظة، تظل الأنظار معلقة على تنفيذ اتفاق الانسحاب، بينما يلوح سؤال مركزي في الأفق: هل تنجو قرى جبلة من عاصفة التطهير العرقي قبل فوات الأوان؟