الخطيب يطرح رؤيةً لسوريا المستقبل: دستور بالشجاعة وجسور نحو التعارف

  • A+
  • A-

 نبض سوريا - متابعة

أكّد السياسي أحمد معاذ الخطيب، بعد مرور ستة أشهر على ما وصفه بـ"التحرير المبارك"، أن المرحلة الحالية تتطلب إعادة كتابة الإعلان الدستوري عبر لجنة متخصصة تتمتع بالشجاعة السياسية الكافية، مشيراً إلى أن سوريا ليست حقل تجارب، بل دولةٌ وشعبٌ يستحقان الاستفادة من كفاءاتهما دون تقييد.  


وبين الخطيب في منشور له على "الفيسبوك" أن "الوطنية الحقيقية هي تلك التي "تُلمُّ الناس" وتوحّدهم، معتبراً أن التقسيمات القديمة التي خلّفتها اتفاقيات مثل "سايكس بيكو" لم تعد مقبولة، داعياً مكونات المنطقة الأربعة –الكرد والترك الفرس والعرب– إلى بناء نموذجٍ حضاريٍ قائم على الاستقرار والازدهار المتبادل.  


وأوضح أن المشروع الأممي الذي يمكن لسوريا حمله يجب أن يرتكز على مد جسور التعارف مع الأمم، وتعزيز الأمن والسلام، مشدداً على رفض التطبيع القسري الذي تفرضه الحكومات، مؤكداً أن الشعوب وحدها من يحدد خياراتها، وأن جميع محاولات الإكراه قد باءت بالفشل.  


كما دعا إلى إعادة تعريف مفهوم "المقاومة" بوصفها عقيدةً وفكراً قبل أن تكون سلاحاً، معتبراً أن السلام يصبح ممكناً عبر تكافؤ الفرص ونديّة التعامل، مثل الاتفاق على حظر الأسلحة الكيماوية من جميع الأطراف. وأشار إلى أن سحب الأسلحة يجب أن يتم بشكل متوازٍ ومن كافة المناطق دون استثناء.  


من جهةٍ أخرى، لفت الخطيب إلى أن النسيج الاجتماعي السوري "من أبدع ما أنتجته الأرض"، محذراً من العبث به ووصف ذلك بـ"الجريمة التي سترتد على العابثين"، مؤكداً أن المكون السني ليس طائفةً أو أقلية، بل هو الإطار الجامع لكل المكونات.  


وفي الشأن الاقتصادي، أكد أن الكفاءات السورية الحرة قادرة على كسر الحصار عبر خبراتها وشراكاتها الدولية، بينما دعا الأجسام الدينية إلى توحيد القلوب حول المشتركات بدلاً من إثارة العداوات.  


وختم بالتشديد على أن "العدل أساس الملك"، وأن العدالة الانتقالية ضرورةٌ ينتظرها السوريون، معتبراً أن المشروع الحالي لبناء سوريا يحتاج إلى دعم الجميع وتقويم مساره، فهو "قارب النجاة الأخير" للشعب الذي اكتسب خبراتٍ استثنائية في مواجهة أعتى الإمبراطوريات.