نبض سوريا - حلب
كشفت مصادر مطلعة في حلب عن زيف ادعاءات سلـطة دمشق حول هجمات حيي الجزماتي والحيدرية، وقالت إن تنظيم "داعش" لا يقف خلف الهجمات بل أن عناصر أجنبية ضمن هيئة تحرير الشام هي من شنت الهجمات.
ولكن مصادر مطلعة على الواقع الميداني في حلب أكدت أن ما وصفته وزارة الداخلية ليس دقيقًا، وأن الهجمات التي استهدفت مراكز الأمن العام في أحياء الجزماتي والحيدرية لم تكن من تنفيذ تنظيم داعش كما أدعت الوزارة.
وأوضحت هذه المصادر أن المنفذين ينتمون إلى أحد التيارات ضمن هيئة تحرير الشام، وتحديدًا المسلحين الأجانب داخل الهيئة، الذين استهدفوا بشكل خاص الفصائل الموالية لأحمد الشرع ضمن الهيئة.
وكشفت أن الاستخبارات التركية في مدينة حلب استنفرت فور وقوع الهجمات، وسارعت إلى تحميل تنظيم "داعش" مسؤولية هذه العمليات، في محاولة لتلميع صورة هيئة تحرير الشام، وادعاء أنها تخوض مواجهة حقيقية ضد التنظيم.
هذا التوجه يندرج في سياق مساعٍ تركية وسلطوية مشتركة تهدف إلى إظهار سلطة دمشق (التي يهيمن عليها فعليًا فصيل هيئة تحرير الشام) بأنها تلتزم بشروط الولايات المتحدة الأميركية، التي طالب الرئيس السابق دونالد ترامب رئيس السلطة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع بتنفيذها، وبخاصة المتعلقة بمحاربة تنظيم "داعش".
وكشفت المصادر عن العناصر الأجنبية ضمن هيئة تحرير الشام التي شاركت في الهجوم على مراكز الأمن العام في حيي الجزماتي والحيدرية، ومن ساعدهم من السوريين، وهم كل من طاجيكستان وأوزباكستان وقرغيزستان والشيشان والمغرب وتونس وإندونيسيا وجميع هؤلاء العناصر مرتبطون بهيئة تحرير الشام.
هذه المعلومات تؤكد ما سبق أن كشفت عنه تقارير وتحليلات سياسية وأمنية عديدة حول العلاقة المعقدة والمتشابكة بين هيئة تحرير الشام وتنظيم داعش. فمن المعروف أن داعش نشأ من رحم جبهة النصرة، الاسم السابق لهيئة تحرير الشام، مما يجعل الاتهامات الرسمية التي توجهها سلطات دمشق وتنظيماتها الموالية، وعلى رأسها هيئة تحرير الشام، ضد داعش في هذه العمليات الأمنية غير دقيقة، بل ومضللة في جوهرها.
علاوة على ذلك، فإن التحركات التركية في هذا السياق تحمل أبعادًا سياسية واضحة، حيث تسعى أنقرة إلى إبراز هيئة تحرير الشام كجهة فاعلة في مكافحة تنظيم "داعش". يأتي ذلك في إطار مساعٍ لتلميع صورة الهيئة أمام الإدارة الأميركية، وإقناعها بأن سلطة دمشق تلتزم فعليًا بشروط واشنطن.
وتهدف تركيا من هذه الخطوة تهدف إلى وقف الدعم الدولي، لا سيما من التحالف الدولي، لقوات سوريا الديمقراطية التي تُعد الطرف الأبرز والأكثر فعالية في مواجهة "داعش" على الأرض السورية.