نبض سوريا - متابعة
كشف الكاتب عبدالله علي في مقال نشرته جريدة "النهار" عن وجود تنظيم سري يُعرف باسم "سرايا أنصار السنة"، يُثير الرعب في مناطق متفرقة من سوريا، وخاصةً على الساحل السوري، بسبب استهدافه الممنهج للأقليات الدينية واعتبارها "كافرة"، وفقاً لفتاوى صادرة عن قيادته.
وأشار الكاتب إلى أن التنظيم نجح في الحفاظ على سرية أنشطته وهيكليته، لدرجة جعلت التشكيك في وجوده أمراً متداولاً، خاصةً بعد ظهوره المفاجئ على منصات التواصل الاجتماعي، وعلى رأسها "تيليغرام".
وبحسب المقال الذي رصدته وكالة "نبض سوريا"، تواصلت "النهار" مع أحد أبرز قادة التنظيم، المُلقب بـ"أبو الفتح الشامي"، الذي أكد أن وجود التنظيم يعود لفترة ما قبل سقوط النظام السوري، مشيراً إلى أن الظروف الحالية تمنحه فرصةً لتعزيز نفوذه، مع تركيزه على "محاربة الكفر" عبر استهداف الأقليات، وعلى رأسها الطائفة العلوية. وأوضح الشامي أن أولويات التنظيم الحالية تتمثل في ضرب ما وصفها بـ"طوائف الردة"، مثل النصيرية والدرزية والرافضية، بالإضافة إلى ميليشيات "قسد" الكردية، مُهدداً بأن ما حدث حتى الآن "ليس سوى غيض من فيض".
من جانب آخر، كشف المقال عن تبنّي التنظيم لخطة توسعية تهدف إلى مد نفوذه نحو الأرياف السورية البعيدة عن سيطرة "هيئة تحرير الشام"، تمهيداً لخلق موطئ قدم قرب الحدود اللبنانية، استعداداً لمرحلة محتملة من المواجهات العسكرية مع الفصائل الأخرى. كما أشار إلى أن التنظيم أعلن سابقاً عن نيته التمدد إلى لبنان، عبر بيانٍ لم يُؤخذ على محمل الجد في البداية، قبل أن يؤكد أبو الفتح صحة صدوره.
ولفت الكاتب إلى أن اسم التنظيم برز لأول مرة خلال الهجوم على بلدة "أرزة" بريف حماة في فبراير/شباط الماضي، والذي أسفر عن مقتل 15 مدنياً وتهجير مئات السكان، بينما نفى الشامي انحصار نشاط خلايا التنظيم في المناطق الريفية، مؤكداً أنها تنتشر "حيث يتواجد الكفر".
على الصعيد العقائدي، يتبنى التنظيم أفكاراً قريبةً من منهجية تنظيم "داعش"، بما في ذلك استخدام دورات شرعية لتلقين الكوادر، لكن أبو الفتح نفى مبايعة التنظيم لزعيم "داعش"، مع ترك الباب مفتوحاً للتعاون مع أي جماعة "تلتزم بالتوحيد الخالص والجهاد الصادق".
يُذكر أن محاولات "النهار" للتواصل مع القائد العام للتنظيم، المُلقب بـ"أبو عائشة الشامي"، باءت بالفشل بسبب "التحديات الأمنية"، وفقاً لمصادر مقربة من التنظيم، في ظل تصاعد التحذيرات من خطورة تحركاته المستقبلية.