نبض سوريا - متابعة
علقت الخبيرة في شؤون الصراع السوري، الدكتورة ريم تركماني، على التصريحات المثيرة للجدل التي أدلى بها وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، والتي حذر فيها من أن سوريا تقف على حافة "الانهيار خلال أسابيع".
جاء ذلك خلال مقابلة حصرية مع شبكة CNN، حيث أوضحت تركماني أن رفع العقوبات الأمريكية عن الحكومة المؤقتة جاء في "توقيت حاسم" لتفادي كارثة اقتصادية كانت ستُفاقم الأزمة.
وقالت تركماني، مديرة برنامج أبحاث الصراع السوري، إن أحمد الشرع نجح في كسب دعم شعبي واسع خلال الشهرين الأولين من حكمه، لكن الواقع بدأ يُفاجئ المواطنين مع تدهور الاقتصاد وتراجع الثقة في قدرة القيادة على إنقاذ البلاد.
وأكدت: "انتهى شهر العسل سريعًا، وبدأت الشكوك تطفو حول جدوى الوعود، خاصة مع تصاعد الأزمات المعيشية".
وبينت الخبيرة أن تصريحات روبيو، والتي أشارت إلى أن الانهيار السوري كان سيصبح حتميًا دون رفع العقوبات، تُعبِّر عن رؤية أمريكية تستند إلى مخاوف من انهيار اقتصادي قد يُعيق توحيد البلاد، ويُصعِّد من توترات الجماعات المسلحة. وأضافت: "الولايات المتحدة أرادت تخفيف الضغط عن الحكومة المؤقتة، ومنحتها فرصةً لإثبات مصداقيتها، لكن السؤال الأكبر: هل ستفي بوعودها أم تكرر أخطاء الماضي؟".
وتابعت تركماني موضحةً أن التحدي الأكبر يتمثل في بناء اقتصاد عادل وشامل، بعيدًا عن "الرأسمالية المحسوبية" التي ميزت عهد النظام السابق، مشددةً على ضرورة مراقبة خطوات الحكومة في تعزيز الشفافية، وإشراك جميع المناطق المهمَّشة، خاصة تلك التي عانت عقودًا من التهميش والإقصاء. وقالت: "المفتاح يكمن في حكم لامركزي ديمقراطي، يُشرك المجتمعات المحلية في صنع القرار، ويبني اقتصادًا قائمًا على العدالة، فالأمن لا يتحقق دون إنصاف الجميع".
وأكدت المحللة الدولية أن مستقبل الاستقرار في سوريا والمنطقة مرتبط بقدرة الحكومة الجديدة على تجاوز تركة الصراع، مضيفة: "السلام في سوريا هو أساس السلام الإقليمي، لكن ذلك يتطلب جرأةً في تغيير النهج، وعدم إعادة إنتاج الأنماط القديمة من الحكم المركزي الفاسد".
يذكر أن التصريحات الأمريكية أثارت تفاعلًا واسعًا في الأوساط السياسية، وسط تساؤلات عن مدى جاهزية الحكومة المؤقتة لقيادة مرحلة إعادة الإعمار، وما إذا كانت ستُقدم نموذجًا مختلفًا يُحقق طموحات السوريين بعد سنوات من الدمار.