نبض سوريا - متابعة
أكد الكاتب والمحلل السياسي مالك الحافظ أن سوريا تواجه حالة من تفكيك النسيج الاجتماعي تغذيها عوامل عدة، من بينها الجهل، واللامسؤولية، وغريزة الهيمنة الفئوية.
وأوضح الحافظ أن "الطائفة تتحول إلى دولة، والعشيرة إلى محكمة"، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن هذا التفكيك لا يكون دائما متعمداً من السلطات، فبعضها يمارس الهدم تحت شعارات الأمن والاستقرار.
وأشار إلى أن السلطة عندما تتخلى عن دورها كراعية للمصلحة العامة وتهمّش الدولة لصالح الجماعات، فإنها تنفذ ما يشبه "تفخيخًا ناعما" للنسيج الاجتماعي، حتى وإن لم تعلن ذلك صراحة.
ونقل الحافظ عن المفكر هشام شرابي أن "النظام الأبوي ينتج الإخضاع باسم الحماية، ويعيد إنتاج الانقسام باسم الاستقرار". وهو ما يحدث عندما تُقايض السلطة الأمن بالحقوق، والهوية بالتعدد، والبقاء بالعدالة، مما يؤدي إلى "تطبيع التفتت" وتحويل الرضوخ إلى خيار عقلاني في ظل غياب البديل.
وختم الحافظ تحذيره بأن أي سلطة لا تعمل على بناء دولة، مهما بدت نواياها طيبة، ستقود حتما إلى "العودة إلى الغرائز الأولى"، من انتماء ضيق وتخندق هوياتي، إلى العنف المعنوي ضد المختلف.