​"الشرع" و"الإخوان" علاقة هشّه، أقرب إلى هدنة تكتيكية من كونه توافقاً استراتيجياً

  • A+
  • A-

 نبض سوريا -  متابعة 

أكد الكاتب محمد أبو رمانة أن جماعة الإخوان المسلمون في سورية ومنذ سقوط نظام بشّار الأسد وصعود النظام السوري الجديد بقيادة أحمد الشرع، تبنّت خطاباً سياسيّاً هادئاً ومتّزناً، يكاد يلامس البراغماتية. 


وقال الكاتب في مقال نشره على موقع قطري، إن" الرسائل العلنية التي أرسلتها الجماعة  عبر الإشادة بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب رفع العقوبات عن سورية، وتقديم الشكر للسعودية لا تعكس حقيقة العلاقة المعقّدة بين الجماعة والنظام الجديد مبينا أن خلف الأبواب المغلقة، تسود حالة من التوجس المتبادل".


 وتابع الكاتب" رفض "الشرع" الغير معلن ترخيص حزب الوعد (الحزب الوطني للعدالة والدستور)، الذراع السياسية للإخوان، حسب مصدر مطلع رغم محاولات الاخير المستمرّة للعمل في إطار القانون الجديد يعكس موقفاً محسوباً من "الشرع" تجاه الجماعة، يتجاوز المسائل الإدارية أو القانونية إلى اعتباراتٍ أعمق تتعلق بالتحالفات الإقليمية وسياقات الصراع الأيديولوجي. 


وأضاف الكاتب " في البعد المحلي، تظل العلاقة بين الجهاديين والجهاديين السابقين و"الإخوان" مشوبة بالتوتر وسوء الفهم المتراكم مشيرا إلى أن الشرع، الذي خرج من عباءة العمل الجهادي وتحوّل سياسيًا، لا يُخفي، حسب بعض المقربين منه، عدم ارتياحه للتجربة الإخوانية ويرى فيها مشروعاً سياسيّاً طويل النفس، ينافس على الحكم عبر أدوات شعبية وديمقراطية، لا من خلال العنف، ما يجعلها أكثر تهديداً في نظر أنظمةٍ كثيرة.


وتابع "أما البعد الأهم فهو الإقليمي، فعواصم عربية عديدة مؤثرة عبّرت عن تحفظات واضحة تجاه الجماعة، وليس سرّاً أنّ دولاً عربية عديدة ربطت موقفها السلبي، بدايةً، من الشرع وهيئة تحرير الشام بالخشية من أنّ التغيير في سورية سيؤدّي إلى عودة الإسلاميين"، مبينا أن "علاقة الحكومة السورية بدول عربية عديدة لم تتحسن إلاّ بعد أن أخذت منها رسائل حاسمة من موضوع الإخوان المسلمين، وبوساطة وتأكيدات تركية على ذلك".


 وأضاف أن "المفارقة الكبرى  أن قراءة عربية رسمية ترى أنّ الجماعات الجهادية تُعتبر تحدّياً ظرفيّاً يمكن احتواؤه أمنيّاً، في حين أن الإخوان المسلمين، بتنظيمهم العابر للحدود وأفكارهم السياسية، يمثلون تهديداً طويل الأمد".


وبين أن  "الإخوان" يتعامل  بقدر عالٍ من الحذر السياسي، فهم يدركون طبيعة المرحلة، ولا يسعون إلى مواجهةٍ مبكّرةٍ مع النظام الجديد"، مشيراً إلى أنه " في الوقت نفسه، يملكون من الخبرة والتنظيم ما يكفل لهم البقاء في الخلفية ريثما تتغير المعادلات".

 ورجح أن "تعود الجماعة إلى الواجهة إذا ما فُتح المجال السياسي أو تغيّرت المعادلات الإقليمية".


وختم أبورمانة، "تبقى العلاقة بين أحمد الشرع و"الإخوان" محكومة بتوازنٍ هشّ، أقرب إلى هدنةٍ تكتيكيةٍ من كونه توافقاً استراتيجيّاً"،متسائلا هل سيطول عمر هذا التوازن، أم أننا على أبواب مواجهة مؤجلة يعاد فيها رسم مشهد الإسلام السياسي في سورية؟