نبض سوريا -متابعة
أكد قيادي كردي بارز، الاثنين، أن مطلب إقرار نظام لامركزي تعددِي في سوريا يُشكل "حجر الزاوية" في المفاوضات الجارية مع السلطة الانتقالية في دمشق، مشيراً إلى أن وفداً يمثل الإدارة الذاتية سيتوجه قريباً للعاصمة السورية لاستكمال الحوار حول القضية الكردية.
وبيّن المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن هويته في حديثه لوكالة "فرانس برس"، أن "سوريا التعددية الديمقراطية اللامركزية هي الحل الأمثل لجميع الملفات العالقة"، معتبراً أن النظام المركزي "غير قادر على إدارة فسيفساء المجتمع السوري أو احترام خصوصية مكوناته".
وأوضح أن اتفاق آذار/مارس 2025، الذي وقّعه الرئيس أحمد الشرع مع قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، ينص على دمج المؤسسات الكردية المدنية والعسكرية ضمن هياكل الدولة، بما فيها المعابر والمنشآت النفطية، لكنه أشار إلى أن تطبيق بنوده يواجه تعقيدات بسبب "محاولات دمشق فرض مركزية مُطلقة".
من جهة أخرى، انتقد المسؤول الكردي الإعلان الدستوري الأخير وتشكيل الحكومة الانتقالية، واصفاً إياها بأنها "لا تعكس التنوع السوري"، فيما دعا إلى دستور يُكرّس حقوق المكون الكردي كـ"مجتمع أصيل"، مُحذراً من أن إقصاء الفصائل الرئيسية يُهدد استقرار المرحلة الانتقالية.
وفي سياق متصل، كشف المصدر عن استمرار الحوار مع الحكومة السورية المؤقتة حول ملفات شائكة، لافتاً إلى أن بناء جسور الثقة بين الطرفين "أصبح ضرورة ملحة أكثر من أي وقت مضى". كما أعلن أن واشنطن، التي رفعت الجمعة عقوباتها عن دمشق، تُشجع التفاوض وتدعم مسار الحل السياسي.
يأتي ذلك بالتزامن مع مطالبات أميركية للأكراد بتحمّل مسؤولية مراكز احتجاز مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية، وسط تحذيرات من تداعيات إهمال هذا الملف على الأمن الإقليمي.