نبض سوريا -متابعة
أكد الخبير في العلوم السياسية، الدكتور مالك الحافظ،أن تعيين أحمد الدالاتي محافظ القنيطرة السابق قائداً للأمن الداخلي في السويداء يحمل دلالات رمزية عميقة، تعكس توجهات السلطة الانتقالية في سوريا لإعادة هندسة علاقتها مع المكونات المجتمعية، بعيداً عن منطق التمثيل الوطني.
وقال الحافظ في مقال نشره على صفحته بموقع "فيسبوك"، تابعتْه وكالة "نبض سوريا"، إن "تعيين الدالاتي يُقرأ في سياق منهجية تعتمدها السلطة لإدارة الأزمات الوطنية"، لافتاً إلى أن "الأخير عاد إلى الواجهة الجنوبية من بوابة أمنية، بعدما ارتبط اسمه سابقاً بتسريبات حول مفاوضات مع إسرائيل خلال فترة توليه محافظة القنيطرة، التي ما تزال أجزاء واسعة منها تحت السيطرة الإسرائيلية".
وأوضح الخبير السياسي أن "السلطة الانتقالية تعيد الاعتماد على شخصيات تراها ناجحة في ملفات "التنسيق الصامت"، خاصة مع تصاعد أهمية الجنوب السوري، لاسيما السويداء، كنقطة تقاطع بين مسارين: الأول يتعلق بالتفاهمات التركية–الإسرائيلية حول توزيع النفوذ وممرات الاستقرار، والثاني يرتبط بمقاربة دمشق الأمنية–الاجتماعية التي تُعامل التنوع المجتمعي كمصدر تهديد بدلاً من اعتباره ركيزة للشراكة الوطنية".
وبين الحافظ أن "الأحداث الأخيرة في جرمانا وصحنايا والسويداء ليست طارئة، بل تمثل حلقة في مسار تدريجي يهدف إلى إعادة ضبط العلاقة بين السلطة والمكوّن الدرزي"، مشيراً إلى أن "التفاوض لم يعد قائماً على أسس تمثيلية أو رؤى دستورية، بل تحوّل إلى ترتيبات مناطقية تهدف إلى "الاحتواء" و"الاستيعاب" بدلاً من الشراكة أو الاعتراف".
وأضاف،"بهذا المعنى، تُستبعد المكونات كالدروز وغيرهم من أي عملية جادة لصياغة عقد اجتماعي جديد في سوريا، لصالح ما يُعرف بـ'الطائفية الإدارية'، وهي نمط حكم يُحوّل الجماعات الدينية والقومية إلى وحدات اجتماعية تُدار عبر وسطاء محليين، خارج إطار المواطنة الشاملة وحقوقها المتساوية".