مدابغ دمشق تواجه خطر الاندثار وسط غياب الدعم

  • A+
  • A-

 نبض سوريا -  متابعة

تعيش صناعة الدباغة والجلديات في دمشق وريفها واحدة من أصعب مراحلها، إذ باتت هذه الحرفة التقليدية التي شكّلت لسنوات طويلة جزءاً من الهوية الاقتصادية للعاصمة مهددة بالتوقف شبه الكامل.


 ويشتكي أصحاب الورش والمصانع من عراقيل متعددة، تبدأ من نقص المواد الأولية ولا تنتهي عند حدود غزو الأسواق بالبضائع المستوردة.


وفي هذا السياق، قال رئيس الجمعية الحرفية لصناعة الألبسة والجلديات، أكرم ملحم، إن عدد المدابغ في دمشق وريفها يتراوح ما بين 80 إلى 90 مدبغة، بينما لا يعمل منها اليوم سوى أقل من 20 فقط، موضحاً أن ما يقارب 70 مدبغة توقفت عن العمل نتيجة صعوبة استيراد المواد الأولية اللازمة، إلى جانب النقص الحاد في أعداد الماشية داخل البلاد، الأمر الذي زاد الأزمة تعقيداً بعد منع استيراد الجلد الخام.


وأضاف ملحم أن الجمعية تضم قرابة 600 مهني فقط، وهو رقم قليل مقارنة بحجم القطاع، مبرراً ذلك بغياب القرارات الداعمة التي تدفع الحرفيين للانتساب أو الاستمرار في هذه المهنة. كما لفت إلى أن ارتفاع أسعار المنتجات الجلدية يعود إلى جملة من الأسباب أبرزها تقلبات سعر الصرف، وارتفاع تكاليف النقل والمعارض، إضافة إلى معاناة الورش من نقص المياه التي تعد أساس العملية الإنتاجية.


وأشار ملحم إلى أن انهيار السوق المحلية تزامن مع غزو البضائع المستوردة، ولاسيما الصينية، ما أدى إلى تراجع الإقبال على المنتجات الوطنية. وقال: "لا نستطيع المنافسة في ظل هذه الظروف، والبضائع المستوردة أثرت سلباً على الصناعات المحلية، ما يستدعي تدخلاً عاجلاً لحماية الإنتاج الوطني".


وفي ختام حديثه، دعا ملحم وزارتي الاقتصاد والصناعة إلى فرض ضرائب على الأحذية المستوردة لحماية الصناعة الوطنية، مشدداً على أن الحرفيين وأصحاب الورش يشكّلون ما نسبته 20 في المئة من اقتصاد البلاد، وأن استمرار تدهور هذه الصناعة يعني خسارة رافعة اقتصادية واجتماعية مهمة.