تغيير المناهج الدراسية..طمس الذاكرة السورية وتزوير التاريخ النضالي

  • A+
  • A-

نبض سوريا - متابعة

اتهمت الكتلة الوطنية السورية سلطة الأمر الواقع في دمشق بالسعي إلى طمس الذاكرة الوطنية وتزوير التاريخ، عقب إلغائها إحياء مناسبة عيد الشهداء التي تصادف في السادس من أيار من كل عام، تخليداً لذكرى الوطنيين الذين أعدمهم جمال باشا السفاح عام 1916 في دمشق وبيروت.


وأوضحت الكتلة في بيان أن "هذا القرار يأتي في سياق محاولات الحكومة الانتقالية لتغيير سردية المجازر التي ارتكبتها الدولة العثمانية بحق السوريين، من خلال إدراج روايات مشوّهة في المناهج التعليمية". 


وذكرت أن "أحد كتب التاريخ المقررة لطلاب الصف الثامن تضمّن وصف شهداء السادس من أيار بأنهم “متآمرون مع الإنكليز والفرنسيين”، واعتبرت الكتلة ذلك “خطوة خطيرة تهدف إلى تبرئة المحتل وتشويه نضال السوريين ضد الاستعمار”".


وأضاف البيان أن " الحاكمين الجدد يسعون إلى إعادة تشكيل الوعي الوطني للأجيال الجديدة على نحو يخدم روايته السياسية”، متسائلة عن “المصلحة الوطنية في تزوير التاريخ وتشويه رموز النضال السوري”.


وفي السياق ذاته، كتب الباحث السياسي محمد هويدي أن  ما يجري “يمثل واحدة من أبشع صور تزوير الوعي”، مشيراً إلى أن "الشهيد شكري العسلي، أحد أبرز رموز الحركة الوطنية، يُقدَّم في بعض المناهج التي تروّجها جماعات متطرفة على أنه “عميل للإنكليز”، لتبرير إعدامه من قبل السلطات العثمانية وتلميع صورة السفاح جمال باشا".


وبيّن هويدي أن "العسلي، الذي وُلد في دمشق وتخرّج في الجامعة الملكية بإسطنبول، كان من أوائل من تصدّوا لسياسات التتريك، وأسّس صحيفة “النبراس” التي شكّلت منبراً لفضح ممارسات جمعية “الاتحاد والترقي”".

 وأشار إلى أن "السبب الحقيقي لإعدامه لم يكن سياسياً أو أمنياً كما زعمت السلطات العثمانية آنذاك، بل موقفه الوطني الرافض لبيع ثلاثة ملايين دونم من الأراضي الفلسطينية لليهود، وهو المشروع الذي رعته دوائر عثمانية متنفذة بالتعاون مع شبكات مالية صهيونية".


وأضاف أن "السلطات العثمانية لفّقت له تهمة التعامل مع الإنكليز لتبرير إعدامه، في حين نُفذ المشروع بعد اغتياله بفترة وجيزة". 


واعتبر هويدي أن "تشويه سيرة العسلي اليوم لا يستهدف شخصه فحسب، بل يضرب الذاكرة الوطنية العربية في عمقها”، واصفاً ما يحدث بأنه “حرب مفتوحة على التاريخ والهوية العربية يقودها تيار الإسلام السياسي ممثلاً بجماعة الإخوان المسلمين والتيار السلفي الجهادي”.


واختتم هويدي بالقول إن "العسلي رحل شهيداً في السادس من أيار، لكن قضيته بقيت شاهدة على ثنائية مأساوية ما زال العالم العربي يعيشها حتى اليوم: خيانة الخائنين وخلود الشرفاء". 

وشهدت مناهج التعليم السورية تغييرا جذريا في كتاب التاريخ وحذف كل ما يدين الاحتلال العثماني وإلغاء كل ما يوثق قتال السوريين ضد المحتل الإسرائيلي..فيما يبقى السؤال، هل لإرضاء إسرائيل وتركيا تسعى سلطة الأمر الواقع محو كل مايدينهم .،أما أن تاريخ النضال يحرج ثورتهم المزعومة؟؟