نبض سوريا - متابعة
كشف تقرير داخلي صادر عن الخدمات العلمية في البوندستاغ الألماني، بتاريخ 28 أغسطس 2025، عن تصاعد مقلق للعنف الطائفي ضد الأقليات الدينية في سوريا، في أعقاب سقوط نظام الأسد، مع التركيز على استهداف العلويين والدروز بشكل منهجي.
وأبرز التقرير، الذي حمل عنوان "سوريا: الوضع الحالي والآفاق"، انتهاكات مروعة بحق العلويين في المناطق الساحلية مثل اللاذقية وطرطوس وحماة، مشيراً إلى وقوع مذابح جماعية خلال عمليات أطلق عليها "تمشيط أمني" في مارس 2025، أسفرت عن مقتل ما يتراوح بين 1383 و1500 مدني، وإعدامات ميدانية ونهب للممتلكات. كما سلط الضوء على جرائم اختطاف العشرات من النساء العلويات لأغراض العبودية الجنسية والزواج القسري، إلى جانب ممارسات تمييزية منهجية طالت الحقوق المدنية والوظائف العامة.
وفي محافظة السويداء، وثق التقرير هجمات عنيفة طالت المجتمع الدرزي خلال ربيع وصيف 2025، أدت إلى مقتل أكثر من 1339 شخصاً، بينهم 196 إعداماً خارج نطاق القانون، وتدمير عشرات القرى، وتهجير أكثر من 192 ألف شخص. ووصفت منظمة العفو الدولية 46 من تلك الإعدامات بأنها قد تشكل جرائم حرب.
ولفت التقرير إلى تصاعد خطاب الكراهية الذي يحض على القتل والاستعباد، مترافقاً مع فرض إجراءات قاسية مثل الفصل بين الجنسين في الأماكن العامة وفرض قيود على عمل المنظمات المدنية.
وأعرب التقرير عن قلقه إزاء موقف الحكومة السورية المؤقتة، برئاسة أحمد الشرع (المعروف سابقاً بأبي محمد الجولاني)، رغم إدانتها لبعض الانتهاكات، محذراً من مخاطر استمرار "عنف إبادي طائفي" في ظل هشاشة المرحلة الانتقالية وتعزيز العناصر المتطرفة للانقسامات الطائفية، رغم الهدنة الهشة في السويداء بوساطة أمريكية.