نبض سوريا - متابعة
ذكرت مجلة مودرن دبلوماسي في تقرير لها أن سوريا تجد نفسها مرة أخرى عند مفترق طرق خطير، في مشهد يعيد إلى الأذهان الكثير من محطات تاريخها المعاصر.
ونشرت المجلة تحليلاً مفصلاً بينت فيه أن نهر الفرات يقسم البلاد إلى معسكرين مسلحين متنافسين، بعد تسعة أشهر من سقوط نظام بشار الأسد. وأوضحت أن الحكومة الجديدة التي تهيمن عليها الفصائل الإسلامية في دمشق تواجه إدارة يقودها الأكراد في الشرق، في وقت تشهد فيه خطوط التماس توتراً متصاعداً.
وأضافت المجلة في تقريرها أن الوحدة الهشة في عهد الرئيس المؤقت أحمد الشرع لا تتيح سوى فرصة ضئيلة للمصالحة، محذرة من احتمال انزلاق البلاد نحو التقسيم الدائم أو صراع جديد.
وقالت إن هذا المواجهة ليست قضية داخلية فحسب، بل أصبحت بؤرة جيوسياسية ساخنة، حيث تشكل تركيا والولايات المتحدة وجهات إقليمية فاعلة في ساحة المعركة.
وبين التقرير أن نهر الفرات تحول من شريان للحضارة إلى خط صدع في هوية سوريا الممزقة، حيث تنظر القوى المتصارعة إليه كخط أحمر وليس جسراً للتواصل.
وأوضحت المجلة أن مفاوضات الوحدة تواجه عقبات هائلة، حيث تعثرت المحادثات الرامية إلى دمج القوات الكردية في الجيش السوري الجديد، بسبب خلافات عميقة حول الهوية والحكم والحكم الذاتي الإقليمي.
وأضافت أن تركيا تقدم دعماً مالياً وعسكرياً واضحاً للفصيل الإسلامي، بينما تواصل الولايات المتحدة دعمها المحدود للقوات التي يقودها الأكراد، في وقت تزداد فيه المناوشات العسكرية على طول ضفاف النهر.
واختتم التقرير بالإشارة إلى أن مستقبل سوريا يبدو غامضاً بين خياري التقسيم الدائم أو الصراع الشامل، فيما يبقى المدنيون العالقون في وسط هذه المعادلة الصعبة هم الأكثر معاناة.