نبض سوريا - دمشق
في أعقاب التطورات المتلاحقة التي شهدتها العاصمة السورية دمشق، وتحديداً منذ الثامن من ديسمبر 2024، تشهد الساحة الإعلامية والفضاءات الافتراضية موجةً من التحليلات والتقارير التي تخلط بين الواقع والإفتراء، وفقاً لما ذكره كاتبٌ تحت اسم "وتد من قاسيون".
وأشار الكاتب إلى أن هذه الفترة شهدت ما وصفه بـ"عاصفة من الكذب والجعجعة"، معتبراً أن السقوط لم يكن مجرد سقوط دولة، بل تجسيداً لانهيار الوعي في مستنقع من الزيف. ورأى أن تاريخ المنطقة لم يشهد مثل هذا الكم من "الشيطنة" والتركيز على "تدنيس" صورة شخصية واحدة، هي شخصية الرئيس بشار الأسد.
وفي ظل الغياب اللافت للرئيس الأسد عن الظهور العلني أو إصدار أي بيانات، لفت الكاتب إلى أن هذا الغياب تحوّل بحد ذاته إلى "حضور" يتردد صداه. وفسّر هذا الصمت في زمن "الهستيريا الإعلامية" على أنه ليس فراراً، بل فعلاً بطولياً وامتحاناً للزمن، وقمةً في البلاغة التي تعلو على الضجيج.
وتناول التحليل المسار السياسي للرئيس الأسد، مشيراً إلى أنه "عرف الجمر قبل أن يولد الرماد"، منذ غزو العراق عام 2003، واصفاً إياه بالثابت الذي شاهد دولاً وممالك تتهاوى من حوله، فيما اختار هو طريق المقاومة ورفض المساومة على "فكرة الوطن"، مع الإشارة إلى موقفه الرافض للتطبيع مع إسرائيل.
ولفت الكاتب إلى ما وصفه بـ"المفارقة"، حيث رأى أن الجماهير التي صفقت له سابقاً هي نفسها التي "تصرخ اليوم في وجهه"، معتبراً أن ذلك يعكس حالة من التيه والبحث عن "غفران للجبن القديم" بخيانة الذات قبل خيانة الوطن.
وأوضح أن حملة "الشيطنة" الحالية ليست موجّهة ضد شخص بقدر ما هي حرب على "فكرة الثبات" التي تزعج البعض وتكشف هشاشتهم، لأن الأسد لم ينكسر أو يبدل مواقفه مع تغير الرياح.
وخلص الكاتب إلى أن الرئيس الأسد اختار عدم الرد، تاركاً للتاريخ مهمة الحكم، في رهان وصفه بأنه "رهان على البقاء نفسياً وأخلاقياً حين تفنى السلطات". واختتم بالتأكيد على أن التاريخ سيسجل سقوط الدولة، لكنه سيكتشف أن "الرجل نفسه لم يسقط"، معتبراً إياه رمزاً للثبات الذي قاوم الانهيار، وللصمت الذي كان أبلغ من كل الضجيج.
ويأتي هذا التحليل في وقت لا تزال فيه الأجواء السياسية والإعلامية مشحونة بالكثير من التكهنات والروايات المتضاربة حول المشهد السوري الراهن.