رفع سعر الخبز في سوريا… قرارات تُعمق الجوع

  • A+
  • A-

 نبض سوريا -  خاص

من جديد يعود الخبز ليتصدر واجهة الأزمات المعيشية في سوريا، بعد إعلان وزارة الاقتصاد والصناعة في الحكومة الانتقالية رفع سعر مبيع ربطة الخبز التجاري إلى 5500 ليرة من كوات المخابز و6000 ليرة لدى المعتمدين، بزيادةٍ تقارب 40 بالمئة عن السعر السابق.


القرار أثار موجة غضب واستياء في الشارع السوري، إذ يأتي في وقتٍ يعيش فيه المواطن واحدة من أقسى المراحل الاقتصادية والمعيشية منذ أكثر من عقد، حيث تتضاعف الأسعار باستمرار دون أي تحسن في الدخل أو الخدمات.


حكومة الوعود… وواقع الفقر


الحكومة الانتقالية والتي قدمت نفسها على أنها “حكومة الإصلاح الاقتصادي” كانت قد أطلقت سلسلة وعود بتحسين الواقع المعيشي وجذب الاستثمارات وخلق فرص عمل جديدة، معلنة عن مشاريع استثمارية بمليارات الليرات لكن بعد مرور أشهر على تلك الوعود، لم يتحقق أي منها فعليا، بينما تدهورت الأوضاع أكثر.

الرواتب ورغم الزيادة الاخيرة واعلان وزير المالية في الحكومة الانتقالية على انها لن تكون الاخيرة وانما سيكون هناك زيادة للراتب ولكن على مراحل الا انها ما تزال غير مرضية فالأسعار تواصل ارتفاعها، والخدمات العامة تتراجع.


رفع الأسعار في زمن البطالة والفصل التعسفي


اللافت أن قرار رفع سعر الخبز لم يأتِ بمعزل عن الواقع الاجتماعي، بل تزامن مع موجة إجراءات مستمرة من الفصل التعسفي الواسعة في مؤسسات الدولة، طالت موظفين في قطاعات مدنية وتعليمية وخدمية، دون اي توضيح رسمي.


إلى جانب ذلك، لا تزال رواتب عدد كبير من المتقاعدين العسكريين متوقفة إضافة إلى وجود ما لا يقل عن ٨٠٠٠ الاف عسكري محتجزين في سجون السلطة دون اية معلومات عنهم ما جعل آلاف الأسر بلا مصدر دخل ثابت في وقتٍ تتزايد فيه تكاليف المعيشة يومًا بعد يوم.



وعلى الرغم من إعلان الحكومة عن “تحسن بيئة الاستثمار” و“إقبال الشركات المحلية والأجنبية”، إلا أن النتائج الفعلية شبه معدومة.

فلا مصانع جديدة فُتحت، ولا مشاريع إنتاجية بدأت العمل، فيما تتسع دائرة الفقر وتغيب أي خطة حكومية واضحة لاحتواء الأزمة.


خبراء اقتصاديون يرون أن حكومة الشرع تتبنّى سياسة مالية قصيرة الأمد تركز على سدّ العجز عبر رفع الأسعار والرسوم، بدلًا من معالجة الأسباب الجذرية لانهيار الاقتصاد، وهو ما يجعل المواطن يدفع ثمن الفشل الإداري والفساد المزمن.


وفي ظل هذه السياسات، تتلاشى تدريجيًا الطبقة الوسطى التي كانت تشكّل العمود الفقري للمجتمع، لتتحول إلى طبقة فقيرة بالكاد تستطيع تأمين الأساسيات.

الكهرباء شبه غائبة، الأسعار ملتهبة، والخبز رمز الحياة اليومية بات سلعة فاخرة على مائدة السوريين.


منذ وصول حكومة أحمد الشرع إلى السلطة، لا تكاد تخلو بياناتها من كلمات مثل الإصلاح الاستثمار والنهوض الاقتصادي.

لكن على الأرض، الواقع مختلف تماما ...خبز أغلى، فصل تعسفي، بطالة تتصاعد ووعود تتبخر، ولم يعد الخبز في سوريا مجرد طعام الفقير..بل شاهد صامتا على فشل السياسات الحكومية، وتراجع الدولة عن أبسط مسؤولياتها تجاه شعب يواجه الجوع بالعجز والصمت.