نبض سوريا - حمص
تتحول الفصول الدراسية في مدينة حمص إلى ساحات للترهيب والاستهداف الطائفي، حيث يعاني طلاب من الأقليات من اعتداءات يومية وتهديدات بالقتل، وسط غياب تام للأمن وتخاذل إداري يدفع بالعملية التعليمية إلى حافة الهاوي.
ففي ثانوية محسن عباس بحي الأرمن، تؤكد مصادر محلية أن أجواء من الخوف تسيطر على الطلاب من العلويين والشيعة والمسيحيين، على أيدي زملاء لهم يحملون السكاكين والأدوات الحادة، ويوجهون إليهم إهانات وتهديدات طائفية علنية، بينما يقف الكادر التعليمي عاجزاً عن التدخل، في ظل مخاوف حقيقية من التعرض للاستهداف أو الانتقام، خاصة بعد حوادث قتل عدة معلمين سابقاً.
وفي حي آخر من المدينة، تكرر المأساة ذاتها في مدرسة سعد عاقل، حيث تصف أم أحد الطلاب الوضع بأنه "انفلات أمني تام". وتقول الأم، التي آثرت حجب هويتها خشية على سلامتها، إن أبناءها يتعرضون للضرب والمضايقات اليومية، مشيرة إلى أن "العديد من العائلات منعت أبناءها من مواصلة الدراسة بسبب تنامي العنف وانتشار الأسلحة البيضاء بين الطلاب، فيما تفرض الإدارة الحضور رغم غياب أبسط شروط الأمان".
ويبدو المشهد التعليمي في حمص، وفقاً لشهادات متقاطعة، وكأنه جزء من حرب خفية تستهدف الأقليات، تهدف إلى تسميم مستقبل الأجيال الناشئة وحرمانها من حقها في التعليم ضمن بيئة آمنة، بينما يصمت الجميع، محلياً ودولياً، عن هذه الجرائم التي ترتكب في وضح النهار.