نبض سوريا - متابعة
نشر الناشط السوري ليث الزعبي صوراً قال إنها تُظهر آثار التعذيب الذي تعرض له داخل أحد السجون في سوريا، مؤكداً أن ما بدا على جسده ليس سوى جزء من الانتهاكات التي مورست بحقه خلال فترة اعتقاله.
وأوضح الزعبي عبر حسابه في فيسبوك أن "نشر الصور جاء بهدف التوثيق ، مشيراً إلى أن "ما حدث معه يمثّل نموذجاً لما يتعرض له الموقوفون من حرمان من الطعام والدواء وتغييب قسري وتهديدات تلاحقهم حتى بعد إطلاق سراحهم".
وقال الزعبي إن "الصور التُقطت بعد خروجه من سوريا، موضحاً أنه عاد لنشرها بعد تمكنه من مغادرة البلاد من جديد، وذلك بعدما كان قد رُحِّل سابقاً من مصر على خلفية ظهوره في تسجيل يطالب فيه بإنزال العلم القديم بعد سقوط نظام الأسد".
وبيّن أن "الهدف من نشر شهادته هو الدعوة إلى وقف التعذيب وإلزام الأجهزة الأمنية بتوثيق ملفات الموقوفين وتحويلهم إلى القضاء لضمان محاكمة عادلة"، مؤكدًا أن "الضرب الذي تعرض له استخدمت فيه العصي والأكبال والبرابيش وأخماص البنادق، إضافة إلى الحرمان من الماء والطعام وسرقة مخصصات السجناء".
وفي السياق نفسه، علّق الناشط ماجد أبازيد على ما كشفه صديقه، مؤكداً أن "اعتقال ليث جرى في منطقة صحنايا بعد ما سمّاه “التحرير”، وذلك من دون مذكرة توقيف أو توجيه أي تهمة رسمية".
وأضاف أن "التهمة الحقيقية بحسب قوله تعود إلى معارضة الزعبي لحكومة الجولاني وإصراره على أن هيئة تحرير الشام ما تزال “عدوّة للثورة”.
وبيّن أبازيد أن "التعذيب الذي تعرض له صديقه يشبه الأساليب التي كان يمارسها النظام الأسدي"، موضحاً أن "ليث بقي لأشهر صامتاً عن حادثة اعتقاله بسبب التهديدات التي تلقاها، ولم يكشف ما جرى إلا بعد مغادرته سوريا خوفاً من الانتقام منه ومن عائلته".
وأوضح أن "ما حدث يعيد إلى أذهان النشطاء ذكريات الاعتقالات في سجون النظام السابق، معتبراً أن "من يرفع صوته في وجه الانتهاكات يواجه المصير ذاته أو ما هو أسوأ".
وأكد أبازيد أن "ليث كان يقيم في مصر لحظة سقوط النظام، وتم ترحيله بسبب موقفه السياسي:، مشيراً إلى أن "مواقفه لا تزال ثابتة في رفض الظلم والتمسك بمبادئ الثورة".
وختم بالإشارة إلى أن "صمت بعض أبناء درعا عن الانتهاكات لا يعود لعدم رغبتهم في مواجهة سلطة الأمر الواقع، بل لأن من يجرؤ على الاعتراض يلقى المصير ذاته الذي لقيه ليث".