شريط مصوّر يفضح جرائم الكراهية..
اعتداء طائفي ممنهج على يافع علوي في دمشق يهزّ الرأي العام

  • A+
  • A-

نبض سوريا_ متابعة 

أثار تسجيل مصوّر صادم، وثق لحظة اعتداء جماعي على اليافع حمزة تمام حسن بسبب انتمائه الطائفي، موجة غضب عارمة على منصات التواصل الاجتماعي، محوّلاً الحادثة من قضية فردية إلى قضية رأي عام تثير التساؤلات حول خطورة التصعيد الطائفي الممنهج في مناطق سيطرة النظام السوري.


ووفقاً لمصادر أهلية خاصة لوكالة "نبض سوريا"، فقد وقع الحادث الأليم أثناء عودة اليافع من عمله في بيع الخبز، الذي يمتهنه لإعالة أسرته ووالده المريض بالسرطان، حيث اعترضت مجموعة من الأشخاص الموالين لسلطة دمشق، طريق الضحية في محيط فرن العرين بمنطقة قدسيا (مساكن الحرس سابقاً) في العاصمة دمشق.


وأكدت المصادر أن المعتدين استهدفوا الضحية على خلفية هويته المذهبية، بعدما سألوه صراحة عن انتمائه الطائفي، وما إن أجابهم: "أنا علوي وعالقليلة بصلي"، حتى تعرض لموجة عنف جسدي ولفظي، بينما كان يحاول إكمال نطق الشهادة، فيما طالبه المهاجمون بالتبرؤ من انتمائه.


في سياق متصل، حصل "المرصد السوري" على شهادة من والدة الضحية، أكدت خلالها صحة محتوى الشريط المتداول على نطاق واسع.


وأضافت الأم، برغم صدمتها، أنها ربت ابنها على قيم نبذ الطائفية والإيمان بوحدة الشعب السوري، معربة عن حزنها لأن ذلك لم يحمه من العنف الطائفي.


وكشفت الوالدة أنها شاهدت التسجيل قبل عودة ابنها، مما سبب لها حالة هلع شديدة، مؤكدة أن هذا الاعتداء هو الثالث من نوعه الذي يتعرض له نجلها بدوافع طائفية، لكنه الأول الذي يُوثَّق بصرياً.


من جهته، حذّر المرصد السوري في بيان رسمي من أن استمرار هذه الانتهاكات القائمة على أسس طائفية يمثل تهديداً مباشراً للسلم الأهلي، ويعرقل أي مسار جاد نحو العدالة المجتمعية أو الاستقرار.


وطالب المرصد الجهات المعنية بالتحرك العاجل لوقف الخطاب التحريضي الطائفي والعنصري، سواء عبر وسائل التواصل أو القنوات الرسمية، لما له من دور مباشر في تأجيج العنف وتعزيز الانقسامات. كما شدد على ضرورة محاسبة جميع المتورطين في هذه الحادثة وضمان عدم إفلاتهم من العقاب، مع توفير الحماية الكافية للمدنيين من كافة المكونات.


يأتي هذا الحادث في وقت تشهد فيه مناطق سيطرة النظام تصاعداً ملحوظاً في خطاب الكراهية والاستقطاب المذهبي، مما يدفع نحو تأجيج صراعات مجتمعية قد تكون آثارها طويلة الأمد.