نبض سوريا - متابعة
شهدت أسواق الصرف الموازية في سورية اليوم قفزة مفاجئة في سعر الدولار الأمريكي بنسبة 10%، ليصل إلى مستوى قياسي جديد عند 11,000 ليرة سورية للدولار الواحد، في حين ظل السعر الرسمي ثابتاً عند 13,200 ليرة. وجاء هذا الارتفاع على خلفية أنباء عن وصول شحنة من النقد السوري الجديد، تقدر قيمتها بحوالي 23 مليون دولار، إلا أن محللين اقتصاديين استبعدوا أن تكون هذه الكمية محدودة الحجم مبرراً كافياً لهذا التذبذب الحاد.
وأشار مراقبون إلى أن الوضع الحالي في السوق يُعزى بشكل رئيسي إلى عمليات مضاربة غير مبررة، خاصةً في ظل غياب طلب حقيقي لتمويل عمليات الاستيراد. وأكدوا أن التقلبات الأخيرة تعكس حالة من عدم الاستقرار في السياسات النقدية، ما يزيد من مخاطر تآكل قيمة العملة المحلية.
في ظل هذه التطورات، نصح خبراء اقتصاديون من يمتلكون العملة الأجنبية بعدم التسرع في بيعها إلا للضرورات الملحة، كما أوصوا المغتربين الراغبين في تحويل الأموال إلى الداخل بالاشتراط على تسلمها بالدولار، وفي حال تعذر ذلك، تقليل التحويلات لتغطية الاحتياجات الأساسية لفترة لا تتجاوز الشهر.
وحذرت مصادر اقتصادية من أن أي خطوة لفتح باب الاستيراد دون ضوابط قد تؤدي إلى انهيار كامل لليرة السورية، داعيةً الأفراد إلى الحفاظ على مدخراتهم وتجنب تعريضها للمخاطر في ظل بيئة السوق غير المستقرة. وأكدت على ضرورة اتخاذ إجراءات استباقية لحماية القيمة الشرائية للعملات، خاصةً مع استمرار حلقات المضاربة التي تستنزف مدخرات المواطنين.
يُذكر أن المشهد الاقتصادي في سوريا يشهد توترات متكررة جراء تفاقم الفجوة بين السعرين الرسمي والموازي، وسط دعوات لإصلاحات هيكلية تعيد توازن سوق الصرف.
