شركات الحوالات .. استغلال تحت ضوء النهار ولا رقابة

  • A+
  • A-

 نبض سوريا -  سما 


مع الإنفراج الوهمي الذي ظنه السوريون حول تيسير التعامل بالدولار، وتصريفه بشكل رسمي دون خوف، هربوا من مطب صرافي السوق السوداء واستغلالهم، ووقعوا تحت سوط شركات الحوالات المتهربة من تسعيرة المركزي، التي باتت في الآونة الأخيرة أعلى من السوق الموازي  فضلا عن رفضها هذه المكاتب تسليم الحوالات بالدولار.


الحوالات المنتظرة تفقد قيمتها

محمد ينتظر حوالته شهريا من والده المقيم في كندا ، ويقول ذهبت إلى شركات التحويل (الهرم)، اعطوني حوالتي بالليرة السورية وأقل من السعر الذي طرحه المركزي اليوم والذي يقدر ب 13200 وبهذا خسرت بكل 100 دولار 300 ألف و 200 ليرة وبهذا المبلغ لم أعد قادرا على تلبية حاجات المنزل فضلا عن أدوية أمي.

ميريام تنتظر حوالتها شهريا من أخيها في ألمانيا، تقول أن التصريف لا يختلف فقط من شركة إلى شركة ، بل حتى في الشركة ذاتها من خلال فروعها المختلفة وهذا التذبذب جعل قيمة الحوالة المرسلة لها تفقد قيمتها الشرائية.


المغتربون في موقف محرج 

هذه الفروق في سعر الصرف بين مكاتب الحوالات ، وعدم تسليمها بالدولار وضع المغتربين في موقف محرج أمام ذويهم ، وبات عليهم عبء أكبر بتحويل مبالغ أكبر لهم لتفي احتياجات أهلهم المعتادة، فمثلا 100 دولار سابقا كانت تغطي قسما كبيرا من احتياجات الأسرة أما اليوم فالبكاد تكفي خاصة مع ارتفاع سعر الخبز والغاز وأجور النقل .

 

حقيقة القدرة الشرائية

هذا التحسن الوهمي بسعر الليرة ، حقيقته تترجم على أرض الواقع، فالمبلغ المحول ذاته قبل ثلاثة أشهر غير قادر اليوم على شراء السلع نفسها فالانخفاض وهمي عدا عن أن القدرة الشرائية لأغلب السوريين شبه معدومة بسبب الفصل والإجازات الغير قانونية وعدم منح الموظفين رواتبهم.

حتى أن بعض التجار حولوا محلاتهم من شراء وبيع البضائع إلى كوات للتصريف "على قدهم" كما يقولون فهي أكثر ربحا وأسرع .


كل مايعانيه المواطن السوري اليوم يكابده بمفرده وسط غياب سلطة الرقابة والقانون والمحاسبة وكأن السوريون يعيشون "بحارة كل مين إيده إلو".