مع استمرار الانتهاكات..أهالي الساحل يهربون من وحوش بشرية إلى وحوش برية

  • A+
  • A-

 نبض سوريا -  متابعة


مفضلين معاشرة الوحوش البرية على البقاء في منازلهم وانتظار وحوش بشرية لتنقض عليهم، هذا ما اختاره أهالي الساحل السوري الذين قرروا النوم في العراء بين الأشجار وفي الأودية والأراضي الزراعية والأحراج خوفاً على حياتهم. 


فرت هذه العائلات من منازلها بعد المجازر الوحشية التي ارتكبتها فصائل تابعة للشرع في المدن والقرى، فضلا عن تلقي تلك العائلات تهديدات مباشرة عبر صفحاتهم في وسائل التواصل الاجتماعي .


وشهدت مراكز المدن في جبلة والقرداحة وبانياس خروج بعض الأهالي لجمع جثامين ذويهم المنتشرة في الشوارع، فيما  تعثر عليهم دفنهم نظراً لغياب الأمن والأمان في المناطق وتعثر نقل الجثامين إلى المقابر في حين مازال البعض لم يعثر على أبنائه وهناك ضحايا في منازلهم لم يتم الوصول لهم بعد.


أما القرى التي غادرتها  المجموعات المسلحة بعد ارتكاب المجازر فيها، استطاع أهلها إحصاء ضحاياهم مثل قرية المختارية في ريف اللاذقية التي تشير الإحصائية الأولية التي أجراها الأهالي إلى وجود 135 جثة بينهم رجال ونساء وأطفال، بالإضافة لـ قرابة 75 شخص مجهول المصير بينهم رجال ونساء وأطفال.


وشهدت بعض القرى الآمنة حالة احتضان للنازحين من قرى أخرى شهدت انتهاكات ومجازر وذلك  في حالة اجتماعية تعكس حالة الأخوة والعيش المشترك بين السوريين.


يأتي ذلك في وقت تعيش أغلب مدن الساحل انقطاعا في الكهرباء والماء منذ ثلاثة أيام، حيث يعمد الأهالي إلى مساندة بعضهم عبر قيام من يملك موالدات بتشغيلها والسماح للجوار بضخ المياه من الآبار وشحن الهواتف المحمولة التي تسبب اناهاء شحنها بعدم معرفة تفاصيل مايجري هناك وبالتالي توثيق ما يجري من جرائم، فيما يسبب تعطل المياه شللا كبيرا في ممارسة حياة طبيعية.


كما تعطلت معظم الأفران في الأرياف بسبب فقدان الطحين وسط مناشدات كبيرة لتأمينه لضمان تأمين الخبز الأهالي الذين انعدمت لديهم سبل الحياة خاصة مع عمليات التعفيش التي أفرغت قرى ومناطق كاملة من المواد الغذائية وحتى وسائل النقل في ظل حاجة عاجلة لمساعدات إنسانية.