استراتيجيات الدفاع والتحالفات العسكرية
أوروبا تستعد لسيناريو الحرب العالمية الثالثة

  • A+
  • A-

 نبض سوريا - رويترز

 كشف تقرير لصحيفة "ذا صن" البريطانية عن تحركات أوروبية واسعة لتعزيز الجاهزية العسكرية تحسبًا لسيناريو حرب عالمية ثالثة قد تندلع بسبب توترات متصاعدة مع روسيا. وتشمل هذه الاستعدادات إنفاقًا دفاعيًّا هائلًا، وتجهيز مخابئ نووية، وفرض أنظمة تجنيد إجباري، وتدريب المدنيين على مواجهة غزو محتمل.  


في إطار هذه الجهود، بدأ الاتحاد الأوروبي خطة طموحة لإنفاق ما يقارب 800 مليار يورو لدعم القدرات العسكرية لأعضائه وتعزيز المساعدات لأوكرانيا. كما تعمل الدول الأوروبية على تطوير دروع دفاعية متطورة للطائرات المسيرة تمتد من بحر البلطيق إلى البحر الأسود، بهدف تعزيز الردع ضد أي هجوم روسي محتمل. وتنقل الصحيفة عن مصادر أوروبية مخاوف من أن يكون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يسعى إلى توسيع نفوذه في أوروبا الشرقية، مما يهدد بمواجهة مع حلف الناتو خلال السنوات المقبلة.  


من ناحية أخرى، تشهد دول القارة تحولًا جذريًّا في سياساتها الأمنية، حيث بدأت فرنسا بتوزيع كتيبات إرشادية على مواطنيها تتضمن نصائح حول كيفية البقاء على قيد الحياة أثناء الغزو، مثل تخزين المياه والأغذية المعلبة والبطاريات. كما أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن نشر طائرات مقاتلة مزودة بصواريخ نووية أسرع من الصوت قرب الحدود الألمانية، مؤكدًا استعداد بلاده لاستخدام الأسلحة النووية دفاعًا عن حلفائها، مثل ألمانيا وبولندا.  


في السياق ذاته، تتسارع تحركات دول البلطيق وشمال أوروبا لتعزيز أمنها، حيث تطبق دول مثل النرويج والسويد تدريبات إجلاء جماعي للمدنيين في المناطق الحدودية مع روسيا. وفي خطوة غير مسبوقة، تدرس بولندا تطبيق التجنيد الإجباري لجميع الرجال، بينما تعيد ألمانيا تفعيل خطط سرية لحماية البنية التحتية الحيوية وتجهيز مخابئ لاستيعاب المدنيين في حالات الطوارئ.  


لا تقتصر الاستعدادات على الجانب العسكري فحسب، بل تمتد إلى تعزيز التعاون بين دول حلف الناتو، حيث كشفت وثائق ألمانية سرية عن خطط لنقل 800 ألف جندي و200 ألف مركبة عسكرية عبر أراضيها في حال نشوب حرب شاملة. كما تعمل دول البلطيق على بناء خط دفاعي مشترك على حدودها مع روسيا، يشمل مئات المخابئ والخنادق والأنظمة الصاروخية، في إطار مساعيها لتعويض انسحابها من معاهدات حظر الألغام الأرضية استعدادًا لمواجهة أي تقدم روسي.  


بهذا الشكل، تعيد أوروبا رسم سياستها الأمنية في ظل تصاعد التحديات الجيوسياسية، مُعلنةً بوضوح أن زمن الاعتماد على الردع التقليدي قد ولى، لتحل محله استعداداتٌ شاملة لا تترك أي مجال للمصادفة.