نبض سوريا -متابعة
قالت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، إن بلادها وأوروبا "ليستا مستعدتين لتمويل الإسلاميين" في سوريا، مشددةً على أن الدعم الأوروبي مشروط بتوجهات الحكومة السورية الجديدة.
وأكدت خلال مقابلة مع شبكة "رووداو" من مقر الخارجية في برلين تابعتها وكالة "نبض سوريا"، أن ألمانيا مستعدة لمساعدة سلطة الأمر الواقع، شرط إطلاق عملية سياسية شاملة بمشاركة جميع الأطراف والفواعل.
وأوضحت بيربوك، التي تحدثت عن لقائها بـ أحمد الشرع، أنها نقلت له رغبة بلادها في دعم الشعب السوري، قائلةً: "سمعنا وعوداً طيبة، لكن الكلمات لا تكفي دون أفعال".
وأشارت إلى أن تشكيل حكومة سورية جديدة مُتوقع بنهاية آذار أو بداية نيسان، محذرةً: "إذا سار المسار خاطئاً، سنوقف الدعم".
وتابعت الوزيرة الألمانية بالتفصيل قضية الملف الكوردي، موضحةً أن عدم زيارة مناطق "روج آفا" خلال زيارتها الثانية لسوريا جاء بسبب الظروف الأمنية.
وشددت على ضرورة اعتبار الكورد، كـ"ثاني أكبر قومية"، طرفاً أساسياً في العملية السياسية، لافتةً إلى أن "غياب قرار سياسي موحد بين الكورد" يعيق تحقيق مطالبهم.
وفي سياق حديثها عن السياسة الخارجية النسوية، بينت بيربوك أن حماية حقوق النساء هي "جوهر الأمن المجتمعي"، مستشهدةً بتجارب أوكرانيا ورواندا وأميركا اللاتينية.
وأضافت: "المجتمع لا يكون حراً إذا حُرمت النساء من المشاركة في السلطة"، معتبرةً أن معاناة السوريات تتفاقم بفعل جماعات دينية تفرض قيوداً عليهن.
وحول إعادة الإعمار، أكدت أن ألمانيا تدعم رفع العقوبات وإعادة بناء سوريا، لكنها ربطت ذلك بتحقيق مصالحة سياسية حقيقية. وتابعت: "الطعام وإعادة إعمار المدارس يجب أن تصل لكل المناطق، لا أن تُحتكر بالعاصمة"، منتقدةً تركيز السلطة الحالية على دمشق وإهمال المناطق الأخرى.
وفيما يتعلق باللاجئين، أشارت بيربوك إلى أن عودة السوريين تتطلب ضمان أمن عائلاتهم، وقالت: "لا أحد يعود طواعيةً إذا لم تكن زوجته وابنته في مأمن". كما ناقشت تعقيدات الوضع الأمني، مؤكدةً أن دعم الكورد في مكافحة تنظيم "داعش" يظل أولوية لضمان ألا يعود التنظيم المتطرف.
وختمت حديثها بالحديث عن دور أوروبا في دعم الاستقرار السوري، معربةً عن أملها في زيارة مناطق شمال سوريا مستقبلاً، لكنها استدركت: "سلامة الفريق أولوية لا يمكن التهاون بها".
وأوضحت أن قرارات الدعم الألمانية ستستند إلى مدى التزام الحكومة الجديدة بتمثيل كافة المكونات، وخصوصاً النساء والكورد والمجموعات المهمشة.