خبير سوري: تغيير تأشيرة البعثة السورية في أمريكا يعكس تحولاً جوهرياً في السياسة الخارجية

  • A+
  • A-

 نبض سوريا -  متابعة

أكد الباحث السوري المتخصص في الشؤون الدولية، مالك الحافظ، أن قرار الولايات المتحدة تغيير فئة التأشيرة الدبلوماسية لأعضاء البعثة السورية من "G1" إلى "G3" يحمل دلالات رمزية وسياسية عميقة، مشيراً إلى أنه يعكس سحب الاعتراف الفعلي بالحكومة الحالية، رغم استمرار عضوية سوريا في الأمم المتحدة. 


وأوضح الحافظ في مقابلة له تابعتها وكالة "نبض سوريا" أن"هذا الإجراء يضع البعثة السورية في مصاف الحكومات غير المعترف بها دولياً، كحكومة فنزويلا في عهد نيكولاس مادورو، أو حكومة طالبان قبل عام 2021، مع تقييد صلاحياتها الدبلوماسية والتنقلية".  


وحول السياق السياسي، لفت الحافظ إلى أن "القرار الأميركي لا ينفصل عن التعقيدات التي تشهدها سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد وبروز سلطة انتقالية ذات مرجعية سلفية جهادية، مؤكداً أن واشنطن تُرسل رسالة واضحة بعدم اعترافها بالسلطة الحالية كحكومة شرعية، رغم سيطرتها على المؤسسات الرسمية".


 واعتبر أن "التوقيت يتزامن مع ضغوط داخلية أميركية لمراجعة التعامل مع الكيانات التي قد تُعيد إنتاج أنماط "الدولة الدينية".  


وأشار الحافظ إلى أن "هذا القرار يُنبئ بتحول استراتيجي في السياسة الأميركية تجاه سوريا، حيث يُؤسس لمرحلة "ما بعد الاعتراف"، ترفض خلالها واشنطن منح الشرعية لأي سلطة لا تتوافق مع رؤيتها لمستقبل البلاد، حتى لو لم تكن البدائل جاهزة". 


ورأى الحافظ أن "الخطوة قد تدفع الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى إعادة تقييم تعاملهما مع السلطات الجديدة، ما لم تتبنَ هذه الأخيرة صيغاً أكثر مدنية وشمولية.  


وخلص الخبير السوري إلى أن "الإجراء الأميركي يتجاوز كونه ضغطاً دبلوماسياً مؤقتاً، ليصبح مؤشراً على توجهٍ رافض لإعادة إنتاج أنظمة تستند إلى الاستبداد أو العسكرة أو الإقصاء تحت غطاء ديني، خاصة في ظل المراجعات الداخلية لواشنطن حول سياساتها في الشرق الأوسط".