نبض سوريا - متابعة
أكد الخبير الاقتصادي العالمي جيفري ساكس خلال مشاركته في مؤتمر بمدينة أنطاليا التركية، أن قرار الحرب في سوريا كان "أمريكيًا خالصًا"، مشيرًا إلى أن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما هو من وقّع على عملية "تيمبر سيكامور" في ربيع 2011، والتي هدفت إلى الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.
وبيّن ساكس أن تفسير الأحداث في سوريا بمصطلحات مثل "قمع النظام" لا يُبرر حجم الخسائر البشرية، مُوضحًا أن منطقة الشرق الأوسط تُعاني منذ قرن من الضغوط الأمريكية والبريطانية والفرنسية، خاصة بعد معاهدة فرساي، والتي شكلت بدايةً لتدخلات خارجية متواصلة.
وأوضح الخبير الدولي أن الحرب السورية هي جزء من سلسلة حروب مُمنهجة دعمتها إسرائيل ونفذتها الولايات المتحدة، حيث تم تنفيذ 6 حروب في دول عربية منها السودان والصومال واليمن وليبيا والعراق وسوريا، بينما تُخطط حكومة نتنياهو حاليًا للحرب السابعة التي تستهدف إيران.
كما كشف ساكس عن مفاوضات وقف إطلاق النار في سوريا عام 2012، والتي قبلتها جميع الأطراف المُتصارعة تحت ضغط الأمم المتحدة، لكن الولايات المتحدة رفضت ذلك وربطت القرار برحيل الأسد، ما أدى إلى استمرار الأزمة.
وفي سياق متصل، اتهم الخبير الاقتصادي الولايات المتحدة وإسرائيل بفتح الباب أمام الجماعات الجهادية للانتشار في سوريا لمواجهة النظام السوري، قبل أن يتحول الأمر إلى "منحى خطير" زاد من تعقيد المشهد.
ولفت ساكس إلى أن إسرائيل، بدعم أمريكي مباشر، تواصل ارتكاب "فظائع" في غزة والضفة الغربية منذ حرب الستة أيام، مُشددًا على أن تل أبيب لن تتمكن من خوض أي حرب دون دعم واشنطن، مُنتقدًا غياب دور فاعل لما يُسمى بـ"المجتمع الدولي".
واختتم تصريحاته بالإشارة إلى أن ما طرحه في المؤتمر بتركيا يُحمّل الأخيرة، مع الولايات المتحدة وإسرائيل، مسؤولية استمرار التوترات في المنطقة.