وسط تراجع اقتصادي حاد
عملة بلاستيكية لحل أزمة السيولة... خطوة محفوفة بالمخاطر

  • A+
  • A-

 نبض سوريا -  متابعة 


حذر الخبير الاقتصادي شادي أحمد من التبعات الاقتصادية السلبية المحتملة لإصدار عملة جديدة في سوريا في الوقت الراهن، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة قد تفاقم التضخم وتؤدي إلى مزيد من التدهور في الوضع المعيشي، ما لم تكن مبنية على أسس اقتصادية قوية ومدروسة.


وفي تصريحات تابعتها وكالة"نبض سوريا"، أوضح أحمد أن طباعة أوراق نقدية جديدة هي إجراء طبيعي في العديد من الدول، لكنه يتطلب وجود مؤشرات حقيقية على نمو اقتصادي، أو زيادة في الاحتياطي النقدي والذهبي، وهو ما لا ينطبق حالياً على الاقتصاد السوري.


وأضاف أحمد: "لا توجد مؤشرات على تحسن اقتصادي، بل بالعكس، نشهد تباطؤا في النشاط الصناعي نتيجة دخول البضائع الأجنبية، سواء عبر التهريب أو بدون رسوم، ما يضر بالمنتج المحلي ويُقلص الحاجة لأي زيادة في الكتلة النقدية".


كما أشار إلى أن القطاعات الحيوية في البلاد، مثل الزراعة والسياحة، تعاني من تراجع حاد، حيث النشاط الزراعي في حدوده الدنيا بسبب شح الأمطار ونقص الأسمدة، فيما السياحة "شبه معدومة"، ما يعكس حالة عامة من الجمود الاقتصادي.


ورغم التحسن النسبي في سعر صرف الليرة، لفت شادي أحمد إلى أن هذا التحسن "غير ناتج عن نمو اقتصادي أو إجراءات مالية فعالة"، بل عن حبس السيولة النقدية وترك السوق السوداء تعمل دون ضوابط حقيقية.


وأكد أن الإصدار النقدي الجديد ليس حلاً اقتصادياً بحد ذاته، بل يجب أن يسبقه تحفيز للإنتاج والاستثمار، مشدداً على أن أي تحسن حقيقي يجب أن يكون ناتجاً عن سياسات اقتصادية واستثمارية فاعلة، وليس مجرد إجراء نقدي منفصل.


وختم أحمد بالقول إن التحسن الاقتصادي في سوريا لن يأتي من أدوات نقدية، بل من إصلاحات اقتصادية حقيقية تشمل الصناعة، والتجارة، وتحفيز الاستثمار، محذراً من أن أي إصدار نقدي غير مدروس قد يعمّق الأزمة ويزيد من فقدان الثقة بالعملة الوطنية.


وفيما حذر شادي أحمد من التبعات الاقتصادية لطباعة العملة،طالب أستاذ النقد وعميد كلية الاقتصاد بجامعة دمشق، الدكتور علي كنعان، مصرف سوريا المركزي بالمبادرة إلى طباعة عملة محلية (بلاستيكية) وتزويد البنوك والاقتصاد الوطني مضيفاً أن إتاحة السيولة اللازمة للبنوك التجارية مهمة أساسية من مهام البنك المركزي، وهناك فاقد لكتلة كبيرة من الأموال بالعملة السورية مجهولة الوجهة والمكان و ضخّ العملة البلاستيكية يساعد على توفير السيولة النقدية المطلوبة لكي تعاود البنوك نشاطها في اتجاهات التمويل التجاري والصناعي والتنموي عموماً، وهذا من شأنه أن يعطي دفعاً جديداً للسياسة النقدية من جهة والبنوك من جهة أخرى



وبحسب  كنعان، تتميز النقود البلاستيكية بالمرونة والقوة، والسمك الأقل، وطول العمر الافتراضي الذي يصل إلى نحو 3 أضعاف عمر الفئة الورقية الحالية المصنوعة من القطن، إلى جانب أنها مقاومة للماء، وأقل في درجة تأثرها بالأتربة، كما أنها صديقة للبيئة وقابلة لإعادة التصنيع، وأكثر مقاومة للتلوث مقارنة بفئات النقد الورقية المتداولة.