زيارة مفاجئة في توقيت حساس
السفير التركي يزور درعا وسط التصعيد الإسرائيلي جنوب سوريا

  • A+
  • A-

 نبض سوريا -متابعة

 زار السفير التركي لدى دمشق، برهان كور أوغلو، يوم الخميس محافظة درعا، حيث التقى مسؤولين محليين وناقش تعزيز الدعم لسوريا. 

وتأتي الزيارة في ظل تنافس إقليمي واضح بين تركيا وإسرائيل على النفوذ في المناطق الجنوبية السورية، لا سيما بعد تصاعد الضربات الإسرائيلية ضد أهداف عسكرية سابقة للنظام السوري.  


لماذا الآن؟ 

تشهد درعا ومناطق الجنوب السوري منذ أشهر تصعيداً عسكرياً غير مسبوق، تُرافقه محاولات إسرائيلية لتعزيز التوغل عبر قصف البُنى التحتية العسكرية، وفقاً لمصادر محلية. وفي المقابل، تُحاول أنقرة تثبيت وجودها الإنساني والسياسي كجزء من استراتيجيتها لتوسيع نفوذها في سوريا، ما يفسر توقيت الزيارة الذي يُلامس ذروة التنافس الإقليمي.  

تفاصيل الزيارة: 

رافق السفير التركي وفدٌ من السفارة، حيث استُقبل في مركز مدينة درعا من قبل المحافظ أنور طه الزعبي، ومشهور المسالمة أحد أبرز المسؤولين بالمحافظة. وأكّد كور أوغلو خلال اللقاء التزام بلاده بدعم سوريا، وتقديم المساعدات الإنسانية.  

بعد إنساني أم خطوة سياسية؟ 

شملت الزيارة توزيع 500 سلة غذائية على السكان عبر منظمة إنسانية رافقت الوفد، وهو ما وصفه محافظ درعا بـ"الوقفة الداعمة" من تركيا. لكن مراقبين يرون أن الأنشطة الإنسانية تُخفي خلفيات جيوسياسية، خاصةً مع سيطرة إسرائيل متزايدة على أجزاء من الجنوب السوري، ووجود تقارير عن محادثات خفية بين الأطراف الدولية حول مستقبل المنطقة.  


خلفية التصعيد: 

منذ سقوط النظام السوري في جزء من البلاد، تحوّل الجنوب إلى ساحة صراع بين القوى الإقليمية، حيث تُحاول إسرائيل إضعاف أي وجود عسكري يُهدد أمنها، بينما تعمل تركيا على تعزيز شراكات محلية لضمان موطئ قدم في أي تسوية سياسية مستقبلية. وتُعتبر زيارة كور أوغلو رسالة واضحة بأن أنقرة لن تتنازل عن دورها في المشهد السوري، رغم التحديات الإسرائيلية والأمريكية.  


هكذا تتحوّل سوريا التي عاشت سنوات الحرب إلى نقطة ارتكاز جديدة في صراع النفوذ الإقليمي، حيث تُعيد تركيا حساباتها بخطواتٍ دبلوماسيةٍ تزامناً مع ضربات إسرائيلية قد تُعيد تشكيل خريطة القوى جنوب سوريا.