نبض سوريا - متابعة
أكد الرئيس المشترك لممثلية مجلس سوريا الديمقراطية "مسد" في واشنطن،بسام إسحاق، أن الانسحاب الأميركي الأخير من سوريا يندرج ضمن إجراءات تكتيكية، مشيراً إلى عزم الولايات المتحدة الإبقاء على أربعمائة جندي على الأراضي السورية، إلى جانب بناء قاعدتين عسكريتين جديدتين إحداهما قرب الحدود العراقية.
وقال إسحاق في حديث لشبكة "رووداو" الإعلامية،تابعته وكالة"نبض سوريا"،إن "الوضع الحالي يشهد مرحلة انتقالية، موضحاً أن الوجود الأميركي ظل مُعلّقاً بتحقيق توافق بين قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية من جهة، والحكومة السورية في دمشق من جهة أخرى".
وأضاف،إن "التغيير في المشهد السياسي بدمشق فتح آفاقاً للحوار بين الإدارة الجديدة و«قسد»، ما يعزز فرص التعاون المشترك، وهو ما تُشجعه واشنطن".
وبخصوص التحركات العسكرية الأميركية، أوضح المسؤول الكردي أن "قرار تخفيض القوات يأتي تنفيذاً لسياسة وزارة الدفاع الأميركية بتقليص التواجد العسكري عالمياً، مؤكداً أن هذا الإجراء "ليس وليد اللحظة، بل كان مطروحاً حتى قبل تولي ترامب الرئاسة".
وكشف إسحاق عن مواقع القواعد الجديدة، قائلاً: "إحداهما ستُنشأ شمال سوريا قرب سد تشرين، والأخرى ستقام جنوب شرق البلاد قرب دير الزور على الحدود العراقية"، لافتاً إلى أن الكونغرس الأميركي أقر تشريعاً يمنع تخفيض القوات دون أربعمائة جندي، ما يضمن استمرار التواجد العسكري بشكل تدريجي.
وأشار إلى أن الوجود الأميركي يرتبط بمصالح جيوسياسية وأمنية إقليمية تتجاوز الشأن السوري، مؤكداً أن "الإلغاء الكامل لهذا التواجد غير مطروح حالياً".
وتطرق إسحاق إلى المفاوضات الجارية بين الإدارة الذاتية ودمشق، مبيناً أنها تركّز على آليات دمج المؤسسات المدنية والعسكرية التابعة للإدارة الذاتية مع هياكل الدولة السورية، بما في ذلك دمج قوات سوريا الديمقراطية مع وزارة الدفاع.
وعلى صعيد العلاقة مع تركيا، أعرب عن تفاؤله إزاء الحوار الجاري، قائلاً: "التزام الأطراف بالحلول السياسية يُعد خطوة إيجابية لوقف التدخل التركي، وهو مطلب دعمته إرادة دولية وسورية لسنوات".
هكذا تُظهر التصريحات تحولاً في الاستراتيجية الأميركية التي تزاوج بين التخفيض التكتيكي للقوات وتعزيز مواقعها العسكرية، في ظل تطورات الحوار السوري-السوري والدور الإقليمي لواشنطن.