نبض سوريا -متابعة
أكدت صحيفة "ليمانيتي" الفرنسية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يُواصل انخراطه في "هروب خطير إلى الأمام" عبر تعميق سياسات التصعيد، ما يشكل تهديداً ليس على الفلسطينيين فحسب، بل على الإسرائيليين أيضاً.
وأوضحت الصحيفة في تحليلٍ موسع أن قرار نتنياهو خرقَ الهدنة في غزة مطلع مارس/آذار الماضي يُكرّس سعيه لتنفيذ مشروع إبادة وضم الأراضي الفلسطينية، مدعوماً بتحالفٍ مع اليمين المتطرف داخل حكومته.
وبيّنت "ليمانيتي" أن نتنياهو يعتمد على دعم شخصياتٍ مثل وزير المالية بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، في سعيه لإنكار وجود الشعب الفلسطيني، عبر حرب الإبادة في غزة والتطهير العرقي المتصاعد في الضفة الغربية. وأشارت إلى أن الحكومة الإسرائيلية تتبنى "أوتوقراطية مطلقة"، وتستغل كل الوسائل لتحقيق أهدافها، بما في ذلك كسب دعم اليمين العالمي عبر تحالفاتٍ مع فيكتور أوربان في المجر ودونالد ترامب في الولايات المتحدة.
انتقادات دولية ورفض داخلي
لفتت الصحيفة إلى أن خرق الهدنة فجّر موجة انتقادات عالمية ضد إسرائيل، ودفع بآلاف المحتجين في العواصم الغربية للمطالبة بوقف المجازر، فيما فقدت الاتهامات بـ"معاداة السامية" الموجهة لمن يتضامنون مع الفلسطينيين مصداقيتها. وأضافت أن الاحتجاجات الداخلية تتزايد، حيث يندد مئات الآلاف بالإستراتيجية الحكومية، ويُحذّرون من أن القصف العشوائي قد يُودي بحياة الأسرى الإسرائيليين في غزة، بينما يرفض جنود احتياط الانخراط في حربٍ وُصفت بـ"غير الأخلاقية".
ونقلت "ليمانيتي" عن الكابتن الاحتياطي رون فاينر قوله: "سياسة الحكومة تختار تدمير مستقبل المنطقة والتضحية بأرواحٍ بريئة باسم أوهامٍ لا تهم معظم الإسرائيليين"، معتبراً أن الوضع الحالي تعبير عن أزمة أعمق.
عزل إسرائيل وقمع المعارضين
أوضحت الصحيفة أن نتنياهو، رغم مرور نحو 20 شهراً على الحرب وتغيّر موازين القوى الدولية، يُصرّ على تجاهل التحولات، مُفضّلاً البقاء في السلطة على حساب أمن المدنيين الإسرائيليين والفلسطينيين. وأشارت إلى أن إسرائيل تواجه عزلةً متنامية، بدءاً من منع نواب بريطانيين وفرنسيين من دخول الأراضي المحتلة، وصولاً إلى تصاعد القمع الداخلي ضد المُعارضين، حيث حذّرت الشرطة ناشطين من استخدام مصطلح "إبادة جماعية".
وكشفت "ليمانيتي" عن تصريحاتٍ خطيرة لرئيس جهاز الشاباك رونين بار، الذي وصف سلوك نتنياهو بالـ"ديكتاتوري"، مؤكداً أن الأخير طلب منه تزوير تهديدات أمنية لإنقاذه من محاكمته الجنائية، وقمع المتظاهرين ضده.
مشاريع توسعية ومخاوف دولية
تساءلت الصحيفة عن دوافع نتنياهو لخيار التصعيد، رغم تصاعد عنف المستوطنين ووعود سموتريتش بضم الأراضي الفلسطينية عام 2025، مُرجّحةً أن الدعم الأمريكي والأوروبي – خاصةً بعد تنصل فرنسا من تنفيذ مذكرة الاعتقال الدولية ضده – شجّعه على المضي قدماً.
وأكدت أن الخوف الأكبر للنظام الإسرائيلي يتمثل في اعتراف المجتمع الدولي بدولة فلسطين، ما يُفشل مشروع "إسرائيل الكبرى"، مشددةً على أن الحكومة الإسرائيلية تُوظّف كل السبل لتحقيق أهدافها التوسعية، بغض النظر عن التكلفة الإنسانية والقانونية.