نبض سوريا -متابعة
تشهد العلاقات بين العراق وسوريا تطورات سريعة تتجاوز التوقعات السابقة، حيث يتم تجاوز حدود التنسيق الأمني إلى مجالات التعاون الاقتصادي الواسع، رغم الاعتراضات الصادرة عن قوى سياسية عراقية مؤثرة ترفض التغيير الذي شهدته سوريا بعد رحيل نظام بشار الأسد.
يتم تنفيذ هذه الخطوات عبر زيارات مكثفة تقودها أطراف عراقية إلى دمشق، حيث تم قيادة وفد من قبل رئيس المخابرات العراقية حميد الشطري لبحث ملفات تعاون متنوعة تشمل تصدير النفط العراقي عبر الأراضي السورية نحو البحر المتوسط، وهو ما يُنظر إليه كخطوة محورية لتعزيز التشابك الاقتصادي بين البلدين.
جاءت الزيارة كنتيجة للقاء جمع بين رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني والرئيس السوري أحمد الشرع في العاصمة القطرية الدوحة، حيث تمت مناقشة تفاصيل التعاون بعيداً عن الضجيج الإعلامي الذي أُثير من قبل القوى المعارضة للتقارب مع النظام السوري الجديد.
يُعتبر تصدير النفط خطوة نوعية في إقامة علاقات بين البلدين على أسس براغماتية، مع الإشارة إلى الدور الذي تلعبه تركيا وقطر في دعم هذا التقارب، حيث يتم استغلال التحولات الإقليمية لصالح بناء شبكة علاقات جديدة تعكس انحسار النفوذ الإيراني في العراق.
من جهة أخرى، يتم مواجهة اعتراضات داخلية عراقية تتعلق بزيارة محتملة للرئيس السوري إلى بغداد للمشاركة في القمة العربية، حيث تُثار تحفظات من قبل قوى سياسية وعسكرية موالية لإيران، يتم التعبير عنها عبر تحذيرات من تطبيق مذكرات اعتقال قديمة بحق الشرع.
يتم التركيز في الخطاب الرسمي العراقي على دعم وحدة الأراضي السورية وأهمية استقرارها للأمن الوطني، مع التأكيد على استعداد العراق لتقديم الدعم في ملفات مثل تأمين الحدود وعودة اللاجئين، بعيداً عن التدخلات الخارجية.
في السياق ذاته، يتم انتقاد التوجه نحو التعاون مع سوريا من قبل أحزاب وميليشيات عراقية، حيث تُقام حملات إعلامية وسياسية تُصور التقارب مع النظام السوري الجديد كدعم للإرهاب، مستندة إلى اتهامات تاريخية بحق الشرع تعود لفترة ارتباطه بجماعات جهادية سابقة.
رغم ذلك، يتم الإصرار على المضي قدماً في تعزيز التبادل التجاري والأمني، مع إبرام اتفاقات تهدف إلى تأهيل البنى التحتية المشتركة وفتح منافذ تجارية جديدة، في إطار سعي الحكومة العراقية لتحقيق توازن في علاقاتها الإقليمية بعيداً عن الهيمنة الأحادية.