خطر على القلب والدماغ.
تحذيرات من السكر الصناعي "الإريثريتول

  • A+
  • A-

 نبض سوريا -  متابعة

أثارت دراسة جديدة مخاوف متزايدة بشأن سلامة الإريثريتول، وهو مُحل صناعي واسع الاستخدام، مشيرة إلى أنه قد يؤثر كثيرا في صحة القلب و الدماغ.


وأشارت النتائج، التي ستعرض خلال قمة علم وظائف الأعضاء الأمريكية لعام 2025، إلى أن الإريثريتول قد يسبب تغيرات خلوية ترفع خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية


ووفقًا للدراسة التي نشرتها مجلة ”Women's Health“، عرض الباحثون خلايا الأوعية الدموية الدقيقة في الدماغ لمستويات من الإريثريتول تعادل تلك الموجودة في حصة واحدة من مشروب نموذجي. وقد لاحظوا ارتفاع مستويات الإجهاد التأكسدي، وهو اختلال ضار في الجسم يرتبط بتلف الخلايا والشيخوخة والسرطان وأمراض أخرى.


كما أنتجت الخلايا المعرضة للإريثريتول مستويات أقل من أكسيد النيتريك، وهو مركب ضروري يساعد الأوعية الدموية على التمدد. وقد يؤدي انخفاض مستويات أكسيد النيتريك إلى ضعف تدفق الدم وزيادة خطر الأحداث القلبية الوعائية.


وقالت أوبورن بيري، الباحثة الرئيسة في الدراسة وطالبة الدراسات العليا في جامعة كولورادو بولدر، إن الإريثريتول يتم الترويج له منذ فترة طويلة باعتباره بديلاً "آمنًا" للسكر. إلا أن الأدلة الناشئة تربط استهلاكه بارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، خاصة السكتات الدماغية الإقفارية. 


وأوضحت بيري أن هذه الروابط مثيرة للقلق، ولكن التأثيرات البيولوجية المباشرة للإريثريتول على وظيفة الأوعية الدموية في الدماغ لا تزال غير مفهومة بشكل كامل.


ويوجد الإريثريتول بشكل شائع في مجموعة واسعة من المنتجات الخالية من السكر، بما في ذلك مشروبات الطاقة وألواح البروتين وبعض أنواع الآيس كريم، بالإضافة إلى بعض المشروبات. كما يوجد أيضًا في بعض معاجين الأسنان وغسولات الفم.


وأوضح سكوت كيتلي، اختصاصي تغذية، أن الإريثريتول يحظى بشعبية نظرا إلى انخفاض سعراته الحرارية وتأثيره الطفيف في مستويات الجلوكوز والإنسولين في الدم. ورغم سمعته كبديل "طبيعي" للسكر، حذر كيتلي من أن الأبحاث المتزايدة تشير إلى وجود مخاطر صحية محتملة، خاصة عند استهلاكه بكميات كبيرة.


وأشار الدكتور كريستوفر يي، جراح الأوعية الدموية في مركز ميموريال كير أورانج كوست الطبي، إلى أن الإريثريتول قد يؤثر في وظيفة خلايا الدماغ عن طريق تعطيل إنتاج الطاقة وإرهاق دفاعات الخلايا الطبيعية المضادة للأكسدة، ما قد يؤدي إلى تراكم جزيئات الأكسجين التفاعلية الضارة التي تتلف الخلايا وتسهم في مشكلات القلب والأوعية الدموية.


وأضاف الدكتور تشينغ-هان تشين، طبيب القلب والمدير الطبي لبرنامج القلب البنيوي في مركز ميموريال كير سادلباك الطبي، أن الدراسة توفر رؤى مهمة، إلا أن هناك حاجة لمزيد من الأبحاث لفهم الأسباب الكامنة وراء هذه التغيرات الخلوية التي يسببها الإريثريتول.


ورغم هذه المخاوف، لا يزال الإريثريتول مصنفًا من قِبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) على أنه "معترف به عمومًا كمادة آمنة" (GRAS) عند استهلاكه بالمستويات المعتادة الموجودة في المنتجات الغذائية. ومع ذلك، يوصي الخبراء بالاعتدال.


ونصح كيتلي الأفراد، خاصة أولئك المعرضين لمخاطر أعلى للإصابة بأمراض القلب، بالحد من استهلاك الإريثريتول، وقال: "الاعتدال هو الأساس"، داعيًا المستهلكين إلى الانتباه إلى الكميات التي يتناولونها. 


وأيد الدكتور تشين هذا الرأي، مشددًا على أهمية مراقبة كمية الإريثريتول المستهلكة حتى تتوفر نتائج أبحاث إضافية حول تأثيراته الصحية طويلة المدى.


ويعكس تصاعد التدقيق بشأن المحليات الصناعية مثل الإريثريتول أهمية استمرار البحث العلمي بشأن تأثيراتها الصحية المحتملة، لا سيما مع انتشار استخدامها في مجموعة واسعة من المنتجات الغذائية ومنتجات العناية الشخصية