نبض سوريا - تحقيق خاص
قطعة الجبنة هذه سنتحدّث بها بالتفاصيل، و لكن عندما نتحدّث عن( الحريّة) يجب علينا أن نكون قدوة عالية و شامخة أمام الملايين كي لا يقولوا عن سياستك كاذب أو منافق أو محتلّ، و لتكون قدوة أمام شعبك يجب عليك أن تقدّم الصحّ و تنفي الخطأ،
هذه الجبنة تفلّتت لتصبح شاغرة أمام العديد من الدول خصوصاً البلد " العزيز " تركيا، التي أعطت الضوء الأخضر لقوّاتها المسلّحة لإحتلال عدّة مناطق من محافظات حلب، الرقة والحسكة شمال سوريا، خلال الحرب السورية.
على الرغم من أن هذه المناطق تعترف اسميًا بحكومة تابعة لهيئة تحرير الشام المصنفة ارهابية دولياً ، فإنها تشكل في الواقع كيانًا سياسيًّا منفصلًا تحت حكم السلطة المزدوجة للمجالس المحلية اللامركزية والإدارة العسكرية التركية، المناطق التي تسيطر عليها تركيا في سوريا مساحتها 8835 كم² وتضمّ أكثر من ١٠٠٠ بلدة، بما في ذلك مدن مثل << عفرين، تل أبيض، رأس العين، الباب، أعزاز، دابق، جرابلس، جنديرس، راجو وشيخ الحديد >>
تم الاستيلاء على غالبية هذه المناطق بعد طرد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية وشنّ عمليات عسكرية ضد مناطق قوات سوريا الديمقراطية، إذ تعتبر الحكومة التركية كل من داعش وقوات سوريا الديمقراطية منظمات إرهابية، لكن على الرغم من الهجمات ضدهما للاستيلاء على الأرض إلا أن بعض البلدات مثل أعزاز كانت بالفعل تحت سيطرة المُعارضة السورية قبل التدخل التركي.
إنتقلت الحكومة السورية المؤقتة إلى المناطق التي تسيطر عليها تركيا وبدأت في بسط سلطة جزئية هناك، مثل تقديم الوثائق للمواطنين السوريين. منذ مايو ٢٠١٧ بدأت تركيا في اعتبار المنطقة (منطقة أمنة) إقترحت تركيا والمعارضة السورية إقامة منطقة آمنة تضم بعض مناطق شمال سوريا في عام ٢٠١٣، لكن الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى لم تكن على استعداد لقبول هذه الخطط. بعد تقدم داعش في العراق، تفاوضت تركيا والولايات المتحدة حول «منطقة آمنة» بينما رحّبت الولايات المتحدة بـ «منطقة حُرّة من داعش»
وكان المسؤولون الأمريكيون يترددون في قبول منطقة حظر الطيران،أمّا الآن،
في الثاني عشر من ديسمبر/ كانون الأول الجاري، ظهر رئيس الاستخبارات التركية إبراهيم كالن في المسجد الأموي بالعاصمة السورية، دمشق، وذلك بعد أربعة أيام فقط من سقوط نظام الرئيس السوري السابق، بشار الأسد.
لم يكتفِ كالن بالصلاة، بل تجول في شوارع دمشق في سيارة يقودها أحمد الشرع، في موازاة ذلك جاءت تصريحات كبار المسؤولين الأتراك، سريعة وكاشفة لملامح الإستراتيجية التركية المقبلة في سوريا.
لكن قبل محاولة استشفاف ملامح تلك الإستراتيجية، ينبغي معرفة أهمية سوريا الجيوستراتيجية بالنسبة إلى تركيا.
فمنذ زمن بعيد تقف تركيا حجر و عثرة أمام السوريين و تضع عدّة مطبّات أمامهم بين تقسيم و ترهيب و حروب و معارك لتكشّف مطامع السلطنة العثمانيّة و مطامع أردوغان في سوريا، و خصوصاً نفط سوريا و الغاز و الطبيعة و المواد الأوليّة،
فالحالة السورية قابلة للتشظي والانفجار؛
نظرًا للتنوعات المذهبية والإثنية، التي قد تحاول بعض القوى الدولية والإقليمية، استغلالها لضرب تماسك الدولة، خاصة أن الخبرة السورية تمتلك نموذجين في هذا الصدد، الأول خلال القرن الماضي، عندما سعت فرنسا منذ احتلال سوريا عام ١٩٢٠ إلى استخدام الأقليات، لإحداث شروخ جيوستراتيجية هائلة في المنطقة، إذ عمدت إلى تأسيس ما عرف بـ "دولة جبل العلويين" في منطقة الساحل، قبل فشلها.
بينما نرى الكثير من الأوربيين و الإحتلال التركيّ والإحتلال الصهيوني ينهبون بثروات سوريا بحراسة من (الجولاني) الإرهابي