"الجهاديون نادراً ما يعتدلون بعد انتصارهم"..
رفع العقوبات عن سوريا خلق انقسامات داخل الإدارة الأمريكية

  • A+
  • A-

 نبض سوريا -  متابعة


نشر موقع "سي إن إن عربية" تقريرا سلط فيه الضوء على التعقيدات التي تواجه جهود رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا، مشيراً إلى أن إعلان الرئيس دونالد ترامب عن تخفيف العقوبات خلال زيارته إلى الشرق الأوسط أثار انقساماً داخل الإدارة الأمريكية.


واستند التقرير إلى ثلاثة مصادر مطلعة، أفادت بأن "مسؤولي إدارة ترامب أجروا اتصالات غير معلنة على مدى أشهر لتمهيد الطريق نحو تخفيف العقوبات وإمكانية عقد لقاء رفيع المستوى مع رئيس المرحلة الإنتقالية أحمد الشرع، إلا أن إعلان ترامب المفاجئ تجاوز ما تم الاتفاق عليه على مستوى العمل".


ونقل التقرير عن مصدر مطلع قوله إن "القرار لم يكن مرتجلاً، إذ كان قيد النقاش منذ أشهر، لكن الرئيس أقدم على خطوة أوسع من المتوقع".


وأكد مسؤولون أمريكيون أن الإدارة بدأت مراجعة فنية معقدة لهذه العقوبات، وهي عملية قد تمتد لأسابيع، رغم امتلاك السلطة الكاملة لإصدار الإعفاءات. ولفت تقرير "سي إن إن" إلى أن وزارة الخزانة ستصدر على الأرجح "تراخيص عامة تغطي قطاعات واسعة من الاقتصاد، ما يُعد خطوة ضرورية لبدء عمليات إعادة الإعمار".


ونوه التقرير إلى الجهود التي قادها مسؤولون سعوديون في الكواليس منذ أشهر، لدفع الإدارة نحو رفع العقوبات، معتبرين أن ذلك "سيسهم في دعم الاقتصاد السوري وتحقيق استقرار إقليمي، كما أشار إلى أن تركيا كانت على اطلاع على هذه المشاورات، وقد عبّرت عن دعمها لمساعي تخفيف العقوبات".


وتابع التقرير "في المقابل، أبدت إسرائيل معارضة واضحة، حيث طالب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ترامب بعدم اتخاذ هذه الخطوة خلال لقائهما في واشنطن، محذراً من أن رفع العقوبات قد يؤدي إلى تكرار أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، في إشارة إلى هجوم مسلّح بقيادة حـماس".


لكن ترامب، وفي ختام جولته في الشرق الأوسط، أقر بأنه "لم يسأل" إسرائيل عن موقفها، قائلاً: "اعتقدت أن هذا هو الشيء الصحيح الذي ينبغي فعله".


وأشار التقرير إلى أن "الاجتماع بين ترامب والشرع جاء بعد سلسلة لقاءات بين مسؤولين أمريكيين وأعضاء في الحكومة السورية، في محاولة لاستكشاف آفاق تخفيف العقوبات والتعاون مع الفريق الجديد".


وبين التقرير أن هذه التوجهات واجهت اعتراضاً من شخصيتين بارزتين داخل الإدارة: سيباستيان غوركا، رئيس مكافحة الإرهـ.ـاب في البيت الأبيض، وجويل رايبورن، مبعوث ترامب السابق إلى سوريا والمرشح لرئاسة ملف الشرق الأوسط في الخارجية. وأعرب كلاهما عن تحفظات إزاء التقارب مع الشرع، استناداً إلى خلفيته الجهادية".


وقال غوركا في مقابلة مع موقع "بوليتيكو" إن "الجهاديين نادراً ما يعتدلون بعد انتصارهم"، مؤكداً أن الولايات المتحدة تتوقع من الشرع خطوات ملموسة تشمل إشراك الأقليات ومحاربة تنظيم "داعش".


كما أعرب رايبورن، خلال جلسة في مجلس الشيوخ، عن شكوكه في إمكانية قبول الشرع كزعيم شرعي لسوريا، لكنه أكد التزامه بتطبيق سياسات ترامب وروبيو في هذا الملف.