نبض سوريا - متابعة
وصف الباحث في العلوم السياسية الدكتور مالك الحافظ المشهد السوري الراهن بمستويين متداخلين فالأول مجتمع يعيد بناء علاقاته وهوياته ضمن توازنات سياسية جديدة، والثاني دولة انتقالية في طور التأسيس تواجه تركة ثقيلة من التفكك المؤسسي والانقسامات العمودية التي راكمتها سنوات الصراع".
وقال الحافظ في منشور على"فيسبوك" وتابعته وكالة "نبض سوريا "،أن"في هذا السياق المتحوّل، برزت فئات تنظر إلى السلطة الانتقالية بوصفها فرصة للخروج من الانهيار، بينما عبّرت فئات أخرى عن قلقها من ضبابية التوجهات، أو من احتمال عودة منطق الغلبة الأيديولوجية، لا سيما في ظل الخلفية السلفية الجهادية التي طبعت نشأة هذه السلطة.
وتابع الباحث،أن"هذا التوجّس لا ينفصل عن شعور متنام بأن قضايا الداخل، كإصلاح الإدارة، العدالة الانتقالية، أو بنية التمثيل السياسي، ما تزال مؤجلة لصالح ملفات خارجية تتعلق بالشرعية الإقليمية والعلاقات الدولية"
وأضاف الباحث،أن "ما يتسم به هذا المشهد، رغم تمايزات أطرافه، هو غياب النقاش السياسي المركّب، وتقلّص المساحات التي تسمح بصياغة رؤى تتجاوز ثنائية القبول والرفض"، موضحا بأن "المواقف تُختزل غالباً ضمن معادلات انفعالية أو هوياتية، بينما وتشاركية".
وأشار الباحث إلى أن "السياسة لا تُقاس بشدة الانتماء أو الرفض، إنما بالقدرة على بناء بدائل واقعية، وخلق مساحات تتيح التعدد دون انقسام".