صحفي سوري: سؤال الطائفة أخطر من الرصاصة في جريمة هزّت اللاذقية

  • A+
  • A-

 نبض سوريا -متابعة

حذّر الصحفي عبدالله علي من خطورة تصاعد العنف القائم على الهوية، معتبراً أن الجريمة التي شهدتها اللاذقية مساء أمس الإثنين تكشف، بنظره، أن “السؤال عن  الطائفة بات أخطر من الرصاصة”.


وجاء ذلك تعليقًا على مقتل الشاب مراد محرز في منطقة اليهودية، حيث عُثر عليه مضرجاً بدمائه بعد أن أطلق مجهولون النار عليه.


واعتبر علي ، أن محرز تلفّظ خلال محاولة إسعافه عبارة مفصلية في فهم ملابسات الجريمة، إذ قال: “سألوني إذا علوي أو لا"، وهي الجملة التي رأى فيها الصحفي دلالة مباشرة على أن دوافع الجريمة مرتبطة بالهوية الطائفية، في مشهد يعيد إنتاج أخطر أسباب الصراع التي يفترض أنها انتهت.


وأشار عبدالله علي في قراءته للحادثة إلى أن هذه الجريمة جاءت في مساءٍ كان من المفترض أن يشكّل مناسبة رسمية للاحتفال بمرور عام على سقوط النظام، معتبرا أن المشهد أظهر انفصالا عميقا بين الخطاب الرسمي والواقع الأمني. 


وأوضح أن وعود أحمد الشرع بعدم السماح بتكرار الانتهاكات “بقيت معلّقة في الهواء”، على حد تعبيره، في ظل غياب أدوات حقيقية لضبط العنف ومنع تجدد مشاهد الدم.


ورأى الصحفي أن الرصاصة التي قتلت مراد ليست مجرد أداة قتل، بل “إعلان واضح بأن الهوية ما تزال قادرة على فتح باب الدم”، لافتا إلى أن ما جرى يؤكد أن السلطة لم تتمكن حتى الآن من التعامل مع مكامن الخطر الكامنة في المجتمع، رغم خطابها عن بناء دولة جديدة.


ولفت علي إلى المفارقة بين تصاعد التوتر الأمني في اللاذقية وبين الإضراب السلمي الذي كان يشهده الساحل في اليوم ذاته بدعوة من الشيخ غزال، معتبرًا أن المجتمع يحاول إنتاج فعل سياسي مختلف، قائم على الاحتجاج المدني، فيما تظهر السلطة عاجزة عن حماية البيئة التي تسمح بمثل هذا التحول.


وتوقف الصحفي عند الفجوة بين خطاب الشرع ودماء مراد محرز، معتبرًا أنها “هوّة لا يمكن تجميلها”، وأن الدولة التي تقدم نفسها كحارس للعدالة لا تبدو، بحسب رأيه، قادرة على منع جريمة يُرتكب فيها القتل بعد سؤال بدائي عن الطائفة. 


وأضاف أن غياب آلية تحقق شفافة يعمّق شعور السوريين بأن السلطة تركّز على ترميم صورتها أكثر من ترميم البلاد.


واختتم عبدالله علي قراءته بالتشديد على أن مقتل مراد ليس حادثا فرديّا، بل “مرآة تعكس هشاشة العقد الاجتماعي الذي لم يُكتب بعد”، محذراً من أن العنف، حين يُترك بلا محاسبة، يتحول إلى أيديولوجيا بحد ذاته، لا توقفها خطابات ولا احتفالات رسمية.