نبض سوريا - متابعة
كتب الخبير الاقتصادي محمد صالح فتيح
في ظلّ تزايد التساؤلات حول مستقبل العلاقات السورية-التركية، برز تجديد سجاد المسجد الأموي في دمشق، بتمويل سوري وشركات تركية، كرمز لتعقيدات المرحلة، خاصة مع استعدادات لزيارة مرتقبة للرئيس التركي لأداء صلاة التراويح خلال رمضان المقبل. التفاصيل الصغيرة، مثل مشروع السجاد، تكشف إشكالية أعمق: تراجع الدعم التركي المالي والسياسي لدمشق، بعد سنوات من التوقعات السورية بمساعدات مليارية من أنقرة.
مصادر متابعة للشأن التركي تشير إلى أن الحكومة في أنقرة تواجه ضغوطاً داخلية بسبب تكاليف استضافة اللاجئين السوريين وتداعيات سياساتها الإقليمية، ما قلص قدرتها على تقديم دعم كبير لسورية، بل حوّل حتى المشاريع الصغيرة، مثل ترميم المساجد، إلى أعباء سياسية. هذا الواقع يدفع خبراء إلى التحذير من أن الاعتماد على المساعدات التركية قد يعرّض سورية لمخاطر تشبه ما حدث في ليبيا والصومال، حيث تحوّلت التواجدات العسكرية التركية إلى بؤر صراع إقليمي.
في خضم هذا، تتجدد الأسئلة حول ضرورة مراجعة دمشق لتحالفاتها، خاصة مع تسريبات عن مفاوضات حدودية بحرية ومشاريع لقواعد عسكرية تركية على الأراضي السورية. مراقبون يُذكّرون بـ"درس ليبيا" التي قبلت قوات تركية فانغمست في حرب بالوكالة بين محاور عربية ودولية، بينما تحوّل الصومال إلى ساحة تنافس على الموارد والنفوذ. هل تكون سورية القادمة مختلفة؟ الإجابة قد تحددها قرارات تتجاوز سجاد المسجد الأموي إلى موازنات الاستقلال السياسي والاقتصادي.