نبض سوريا - متابعة
قال الناشط الحقوقي هيثم المناع أن خطابات الكراهية الطائفية في سوريا تشكل خطراً وجودياً يهدد مستقبل البلاد.
وحذر المناع في منشور له على وسائل التواصل الاجتماعي تابعته وكالة"نبض سوريا": أن "تسويق هذه الخطابات ليس بدايةً لمرحلة جديدة، بل نهايةً لسوريا ككيان متنوع"
وأكد "أن التعايش مع خطاب الحقد الطائفي، الذي يُشبه بسلاح الدمار الشامل، يعني العودة إلى مجتمع الغاب حيث تسود الغرائز المتوحشة وتُدفن قيم التسامح".
وأشار المناع إلى أن"دور الجماعات التكفيرية، مثل "هيئة تحرير الشام"، التي تُعتبر امتداداً لجبهة النصرة، في تأجيج العنف عبر رفض التنوع الديني والسياسي".
وتابع إن "هذه الجماعات لا تستهدف خصوماً عسكريين فحسب، بل تعمل على محاربة الهوية السورية بكل مكوناتها، بدعوى محاربة "الضلال" و"العلمانية"، ما يجعلها تُكرس ثقافة الاستئصال وتُهدم أسس التعايش".
من جهة أخرى، نوه المناع إلى أن "السيطرة التكفيرية على مساحات واسعة من الأراضي السورية، بما فيها مدن رئيسية، تُمكّن هذه الجماعات من فرض وصايتها على مؤسسات الدولة وتحويل المجتمع إلى ساحة لفرض عاداتهم ومناهجهم الفكرية".
اعتبر المناع عبر منشوره أن "جامعة إدلب، التي تروج لها جماعات متطرفة كـ"نموذج تعليمي"، مثالاً على اختراق الخطاب التكفيري حتى في المنصات الأكاديمية، حيث تُنشر تغريدات وشعارات تحض على التفوق المذهبي ورفض الآخر".
ويرى المناع أن "مشكلة التكفيريين تكمن في اعتبارهم المجتمع كله "جاهلياً"، بينما يرون أنفسهم وحدهم من يمثلون "الدين الحق"، مستندين إلى تفسيرات متطرفة لنصوص دينية وتاريخية".
وأضاف أن "أي تسامح مع هذه الجماعات، دون محاسبة على جرائمهم أو نقد إرثهم الإيديولوجي الدموي، سيفتح الباب أمام استمرار دورة العنف والأحقاد المكبوتة".
وختم المناع أن "بناء مستقبل سوريا يتطلب مواجهة خطاب الكراهية بصرامة، ومحاسبة كل من شارك في التهجير والقتل، بعيداً عن انتقائية العدالة التي قد تعيد إحياء الصراعات من تحت الرماد، فـ"النصر العسكري" لأي عصابة، كما يُوصف، لا يمنح شرعيةً أخلاقيةً ما دام يُكرس نفس ثقافة الإقصاء والدمار".