واستهداف ممنهج لغير المحجبات
مأساة النساء في سوريا: تقارير عن اغتصاب وتعذيب

  • A+
  • A-

 نبض سوريا - مصادر محلية

كشفت شهادات صادمة عن موجات عنف ممنهج تُرتكب بحق النساء في سوريا، لاسيما المنتميات إلى الطوائف العلوية والمسيحية والكردية وغير المسلمات، على يد جماعات إرهابية مرتبطة بتنظيمات متطرفة، أبرزها فصائل تتبع للجولاني. 

وتفيد التقارير بتعرض الضحايا لانتهاكات وحشية تشمل الاغتصاب الجماعي، والتعذيب، والتشويه الجسدي، والقتل بأبشع الطرق، فيما تُجبر الناجيات على ارتداء الحجاب الإسلامي تحت التهديد بالقتل أو التمثيل بالجثث.  


وفقًا لشهادات ناجيات، يتم اختطاف النساء من الشوارع أو من منازلهن، وتجرّدن من ملابسهن، ثم يتعرضن لاعتداءات جنسية جماعية، مع تشويه أعضائهن التناسلية عبر إطلاق النار عليها، أو بطرق أخرى مروعة، قبل التخلص من جثث بعضهن. 

وفي حالات أخرى، تُرغم الضحايا على الخضوع لشروط هذه الجماعات، مثل المشاركة في مسيرات مؤيدة لها، أو تقديم صورة مزيفة عن الواقع للأعلام الدولي، تحت طائلة التعذيب والقتل.  


وتُسلط الشهادات الضوء على سياسة ممنهجة تتبعها هذه الجماعات لفرض الحجاب على النساء، حيث تُعتبر أي مخالفة لهذا الأمر ذريعة للاعتداء، بدءًا من الرجم العلني، مرورًا بالاختطاف، ووصولًا إلى القتل. وتشير التقارير إلى أن هذه الممارسات ليست جديدة، بل هي جزء من واقع مرير تعيشه النساء السوريات منذ 14 عامًا، وسط صمت دولي وعربي من قبل تلك الفصائل التي دخلت سوريا .  


في الوقت ذاته، تتهم الناشطات والضحايا المنظمات النسوية الدولية وجمعيات حقوق المرأة بالتغاضي عن معاناتهن، رغم توثيق بعض الجرائم عبر مقاطع فيديو يتباهى فيها المسلحون بانتهاكاتهم، وينشرونها على منصات التواصل الاجتماعي. 


وتطالب الجهات المُبلِغة بتحرك عاجل من المجتمع الدولي لوقف ما وصفته بـ"الإبادة الجماعية" التي تستهدف طوائف محددة، ومحو هوية النساء عبر قتلهم أو فرض نمط حياة قسري عليهن.  


يذكر أن هذه الجماعات تُدمر الأدلة الجنائية لجرائمها بشكل منهجي، لكن غطرسة بعض مقاتليها تدفعهم إلى توثيق جرائمهم بأنفسهم، ما قد يشكل أدلة دامغة ضدهم في حال فتح تحقيقات مستقبلية.