مخيم الهول .. حقل ألغام تسعى العراق أن لا ينفجر على حدودها

  • A+
  • A-

 نبض سوريا -  متابعة 

منذ أواخر تشرين الأول الماضي وقبل سقوط نظام الأسد بأيام، تسلل الخوف إلى الداخل العراقي من وصول جماعات إرهابية إلى حدودها، وبدأت بتحصينات ابتداء من القائم جنوبا ولغاية الحدود الأردنية، بعد تعزيز القاطع الشمالي غرب نينوى بالقطعات المدرعة والآلية، وتصاعدت هذه المخاوف مع سيطرة فصائل من خلفية متشددة على السلطة .


 وفي الحقيقة أكثر ما يخيف العراقيين على اختلافهم من الوضع في سوريا، هو خطر خروج أشخاص ينتمون إلى عائلات عناصر تنظيم "داعش" من السجون السورية، ولا سيما أولئك الموجودين في مخيم الهول على المشارف الجنوبية لمدينة الهول في محافظة الحسكة في شمال شرق سوريا، وهم من جنسيات مختلفة.


سيخلف الإفراج عن هؤلاء السجناء أو وقوعها في إيدي إرهابيين إلى نتائج كارثية على العراق وسوريا، وعليه استنفرت القوات العراقية بكل تشكيلاتها لغرض تأمين الحدود، والسيطرة على الوضع، خوفاً من حدوث أي مستجدّ داخل البلاد.


كما أصدر العراق توجيهات بعدم السماح لأي شخص بالدخول بلا سمة دخول أو بطريقة غير قانونية، سواء كان براً أو جواً،  فقد  تستغل تنظيمات إرهابية مرتبطة بخلايا داعش هذه الفوضى الحاصله في سوريا وتتمكن من التنقّل بين البلدين أو تنفيذ عمليات إرهابية محدودة.


ويقع مخيم الهول تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وإدارتها، ويسعى العراق منذ ما قبل سقوط النظام إلى إيجاد حلّ للمخيم الذي يؤوي عشرات الآلاف من زوجات مسلحي "داعش" وأبنائهم، وذلك بهدف الحد من مخاطر التهديدات المسلحة عبر الحدود مع سوريا.

ويضمّ "الهول"، وفق أرقام إدارة المخيم لعام 2024، أكثر من 43 ألف سوري وعراقي وأجنبي من 45 دولة على الأقل، بينها فرنسا والسويد وهولندا وروسيا وتركيا وتونس ومصر، وجميع هؤلاء من أفراد عائلات عناصر التنظيم الإرهابي. 


وجود قوات سوريا الديمقراطية والاحتياطات العراقية ، لايلغي وجود محاولات لإعادة تنشيط هذا التنظيم الارهابي،  فقبل فترة تمكنت قوات سوريا الديمقراطية بعد ورود معلومات استخباراتية من القبض على 16 عنصرا من خلية نشطة مرتبطة بتنظيم داعش داخل مخيم الهول حيث كان بحوزتها خنادق وأسلحة وألبسة عسكرية ومجموعة معدّات لوجستية من حواسيب وهواتف محمولة، وصادرت وثائق تحتوي على ملفات متعلّقة بنشاط خلايا التنظيم.


ورغم ذلك، تطمئن الحكومة العراقية شعبها من المخاطر التي قد تحيق بحدودهم جراء التطورات المستمرة في سوريا، وتؤكّد تأمين الشريط الحدودي. 


على الرغم من كل الاحتياطات العراقية ، واليقظة من قوات قسد إلا أن المخيم بكل مافيه يعتبر حقل ألغام وضبطه بشكل تام وضمان عدم تهريب عناصر منه يتطلّب تكاتفا من المجتمع الدولي خاصة مع الوضع الحالي بسوريا، فهل سيكون لاتفاق عبدي الشرع تأثير إيجابي على إحكام القبضة على المخيم والسجون ، أم أنه سيكون فرصة أمام حكام سوريا الجدد لبث القلق إلى دول الجوار وورقة ضغط عليها؟