نبض سوريا - متابعة
بعد وصول “هيئة تحرير الشام” إلى سدة الحكم في سوريا، تولي نفسها تركيا كشريك في كل شيء يخص البلاد، تنارس دةؤ الوصي في كل مفصل داخلي وحتى على مستوى اللقاءات الخارجية.
ويتخوف كثيرون من هذا الوجود الذي تسعى تركيا لتعزيزه عبر اتفاقيات عسكرية واقتصادية طويلة الأمد، في حين أُطلقت تحذيرات من ارتهان دمشق لأنقرة بعد سيطرتها على قطاعات حيوية في البلاد.
وتسعى تركيا في المرحلة الحالية إلى أن تكون ذات نفوذ عسكري واستخباراتي في البلاد، عبر وجود قواعد عسكرية تدريبية وإشرافها على تدريب الجيش السوري.
يأتي ذلك بينما قالت مصادر إعلامية تركية أمس الأربعاء، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس السوري أحمد الشرع يلتقيان خلال الساعات المقبلة في أنقرة لتوقيع إتفاقات دفاعية عسكرية وأمنية، في حين لم يصدر إعلان رسمي بعد ذلك.
فيما أفادت وكالة رويترز بأن الحكومة السورية المؤقتة خصصت لتركيا قاعدة عسكرية سيادية في مدينة تدمر، وذلك في إطار ترتيبات جديدة تؤثر على التوازنات العسكرية في شمال سوريا
وذكرت رويترز أن القاعدة ستكون بحجم قاعدة "رامشتاين" الأمريكية في ألمانيا، مما يجعلها واحدة من أكبر المنشآت العسكرية التركية خارج حدودها
كما فرضت تركيا نفسها على قطاعات أخرى حيث أعلن وزير النقل والبنية التحتية التركي، عبد القادر أورال أوغلو، أن تركيا وضعت خطة شاملة تتضمن 11 إجراءً رئيسيًا و39 خطوة تنفيذية لتحديث أنظمة النقل والاتصالات في سوريا، بهدف تعزيز قدرات الإدارات المحلية السورية في مجالات الطيران المدني، النقل البحري، السكك الحديدية، الطرق، والاتصالات.
إذ تشمل الخطة دعم إعادة تأهيل البنية التحتية للإنترنت والاتصالات المتنقلة، إضافة إلى رقمنة الأنظمة التشغيلية لتحسين كفاءتها. وأشار أورال أوغلو إلى أن هناك شركتين تركيتين تعملان في قطاع الاتصالات (GSM) في سوريا، وسيتم التنسيق معهما لإعادة تشغيل شبكة الاتصالات هناك.
كما سيكون لها بحسب الخطة مجالات عمل في مشاريع حيوية لإعادة تشغيل البنى التحتية، من بينها: خطي سكك حديد كوباني – حلب وميدان إكبس – حلب، دعم الكفاءة التشغيلية في ميناء طرطوس واستعادة وظائف مطاري دمشق وحلب الدوليين.
وبهذا "الخطة" المواربة تحكم تركيا قبضتها على سوريا من خلال سيطرتها على الأمن القومي، إذ إن كل المعلومات والاتصالات ستصبح بيد أنقرة.
يبدو أن الشرع وحكومته سيقدمون الكثير من التنازلات مقابل البقاء في السلطة، وسيكونون أمام خطأ استراتيجي لا يمكن العودة عنه.