نبض سوريا - متابعة
تشهد مناطق الساحل السوري وضعاً إنسانياً واقتصادياً كارثياً في أعقاب المجازر الممنهجة التي طالت طائفةً سورية عانت لعقود من التهميش والاضطهاد ، فما يُمارس اليوم بحق أهالي المنطقة، عبر سياسات إرهابية تجسد الفكر التكفيري، يهدف إلى تصفية الوجود العلوي وإعادة المجتمع إلى عصور التخلف والقتل على الهوية.
وبعد عمليات التصفية الدموية، يواجه الناجون واقعاً مريراً تتفاقم فيه المعاناة الإنسانية. فالمساعدات التي وصلت إلى المنطقة، بدلاً من توزيعها على المتضررين، جرى تحويلها إلى قرى تركمانية، ما زاد من غضب الأهالي وأسهم في تفاقم الأزمة.
وتشير تقارير محلية إلى أن غالبية العائلات فقدت معيلها الوحيد، بينما دُمرت محلاتهم التجارية ومصادر رزقهم كسيارات الأجرة والمطاعم، لتصبح حتى الحاجات الأساسية مثل الخبز بعيدة المنال.
و حوّلت الأوضاع الأمنية المتردية
الحياة إلى جحيم يومي، حيث انتشرت حالات الخطف والقتل الفردي، مما دفع عائلات كثيرة إلى حرمان أطفالها من التعليم خوفاً على حياتهم.
كما اتبع نظام الجولاني سياسة التفقير عبر فصل موظفين علويين من وظائفهم، بينما يعجز من تبقى منهم عن الذهاب إلى العمل بسبب تكاليف النقل التي تفوق رواتبهم.
وفي القطاع الصحي، تدهورت الخدمات بشكل كبير بعد تدمير المستشفيات وسرقة معداتها، وفصل آلاف الكوادر الطبية، ما ترك المرضى والعجائز يواجهون الموت بسبب عدم قدرتهم على شراء الأدوية.
ولا يقتصر التهديد على الصحة؛ فالساحل السوري على شفا مجاعة حقيقية، حيث تعجز عائلات عن تأمين حليب الأطفال، بينما تحولت الجمعيات المدنية التي كانت تدعم الفقراء إلى عاجزة هي نفسها.
هكذا يتحول الساحل السوري إلى ساحة مفتوحة للموت البطيء، حيث تُخنق ربطة عنق الجولاني حياة الأهالي، ويصبح الموت أحياناً أهون من استمرار المعاناة.