نبض سوريا - متابعة
أكدت شهادات لسوريات تعرّضن للاختطاف في مناطق الساحل السوري، تعرضهن للتعذيب والضرب بسبب انتمائهن الطائفي، وسط صمت مزدوج تفرضه تهديدات الخاطفين وخوف الأهالي من الوصم الاجتماعي.
وقالت إحدى الناجيات، والتي فضّلت استخدام اسم مستعار هو "رباب"، إنها اختُطفت من مكان عام بواسطة سيارة "فان"، لتجد نفسها رهن الاعتقال مع أخرى تدعى "باسمة" في منزل مجهول، حيث مُنعتا من الكلام وتعرضتا للشتم والضرب.
وبيّنت رباب أن الخاطفين استخدموا لهجات مختلفة؛ أحدهم أجنبي والآخر من إدلب، مؤكدة أن تعاملهم العنيف جاء بسبب كونها علوية. وأشارت إلى أن فترة اختطافها لم تتجاوز أياماً، بعد أن سمعت الخاطفين يتحدثون عن مداهمة محتملة من قوات الأمن، ما دفعهم لإطلاق سراحها، بينما لا تزال باسمة مختفية حتى الآن.
من جهتها، أوضحت عائلات الضحايا أن الخاطفين يتواصلون عبر رسائل تهديد تمنعهم من المطالبة علناً بكشف مصير بناتهم، في ظل انتشار حالات اختطاف مماثلة لفتيات علويات في وضح النهار، سواء أثناء ممارسة حياتهن اليومية أو في الطرقات العامة. وأكد أحد الأهالي أن التحقيقات الأمنية واجهت عجزاً تقنياً في تتبع الخاطفين، خصوصاً مع استخدام سيارات بلا لوحات ترخيص وأرقام هواتف خارجية.
بدورها، أدانت منظمات حقوقية دولية ما وصفته بـ"الفظائع" و"القتل العشوائي" الذي طال مئات العلويين خلال العمليات العسكرية الأخيرة في الساحل السوري، مشيرة إلى غياب أرقام رسمية عن الضحايا. وبحسب شهود، فإن ظاهرة الاختطافات تذكّر بجرائم "السبي" التي مارسها تنظيم داعش ضد الأيزيديات في العراق، لكن خبراء استبعدوا ارتباطها بتنظيمات معروفة، مؤكدين أن تاريخ جماعات مثل "هيئة تحرير الشام" لا يحوي مثل هذه الممارسات.
من جانبه، أكد الباحث حسام جزماتي أن حالات الاختطاف الحالية قد تكون أعمالاً فردية أو مرتبطة بعصابات، لافتاً إلى صعوبة تحديد هويات الخاطفين أو دوافعهم بشكل قاطع. وفي الوقت الذي تستمر فيه مناشدات الأهالي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يحذّر نشطاء من خطورة تداول صور المخطوفات بسبب تهديدات الخاطفين بإعادة الضحايا "جثثاً" في حال عدم التزام الصمت.
وتظل الحالات المبلغ عنها مجرد جزء من واقع معتم، حيث ترفض العديد من العائلات الإفصاح عما حدث خوفاً من الانتقام أو الوصمة المجتمعية، بينما تواجه السلطات تحديات في ملاحقة الخاطفين وسط بيئة أمنية هشّة تزيد من معاناة الضحايا وأهاليهم.