نبض سوريا - متابعة
"حرب أوكرانيا ليست حربي… بل حرب بايدن". بهذه العبارة التي كررها مراراً، عبّر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عن موقفه الثابت تجاه النزاع الروسي – الأوكراني، وفقاً لما نقلته صحيفة "نيويورك تايمز". لكن الموقف نفسه بدأ يشهد تراجعاً في لهجته، بعد الغارة الروسية الأخيرة التي أودت بحياة ما لا يقل عن تسعة أشخاص في أوكرانيا، والتي اعتبرها ترامب "غير ضرورية" و"سيئة التوقيت"، ما يوحي بانعطافة واضحة – وإن كانت رمزية – في موقفه من موسكو.
هذا التبدّل، وإن بدا في ظاهره محدوداً، قد يحمل في طيّاته إشارات لمرحلة أكثر توتراً في العلاقات الروسية–الأميركية. فأين يمكن أن تظهر أولى ارتدادات هذا التحول؟
هناك مساران محتملان يطرحان نفسيهما على طاولة التحليل.
النظرية الأولى تشير إلى أن موسكو قد تذهب نحو توسيع دعمها العسكري للنظام السوري، خصوصاً في المناطق القريبة من نقاط التواجد الأميركي في الشرق السوري، كرد فعل غير مباشر على التبدّل الأميركي. بالمقابل، قد تُفعّل واشنطن شراكتها مع إسرائيل، عبر تنسيق عمليات دقيقة في مناطق استراتيجية مثل دير الزور أو البادية السورية.
أما النظرية الثانية، فتنطلق من فرضية استخدام واشنطن لما يُعرف بـ"الدبلوماسية النووية" أو سياسة الردع العسكري، عبر تصعيد غير مباشر ضد إيران، حليفة روسيا، كورقة ضغط في وجه الكرملين. وتقوم هذه المقاربة على توجيه رسائل قاسية لا تستهدف موسكو مباشرة، بل تمسّ بمصالحها الإقليمية الحيوية.
في الحالتين، قد تكون الرسالة الأساسية موجّهة إلى أوكرانيا، لكن مسرح الردّ… قد يكون في مكان آخر تماماً.