نبض سوريا - متابعة
كتب المحلل السياسي عبدالله سليمان علي أن رامي مخلوف، رجل الأعمال السوري وابن خال الرئيس السابق بشار الأسد، أعلن عودته إلى المشهد السوري عبر بيانٍ مكتوبٍ يُمهد لمبادرتَين: عسكرية بقيادة اللواء سهيل الحسن، وسياسية تهدف للتعاون مع السلطات الانتقالية في دمشق. جاء ذلك في ظل تحركاتٍ إقليمية ودولية مكثفة، وتصاعد العنف الداخلي بعد مجزرة حمص الأخيرة، والمطالبات الكردية بالفيدرالية، وإعلان السويداء تفعيل قوات حدودية.
وأكد الكاتب أن في مقال له، أن "البيان، الذي نُشر على صفحة مخلوف المعروفة بموقع "فيسبوك"، أثار شكوكاً حول نسبته إليه، رغم تطابقه مع أسلوب بياناته السابقة خلال خلافه مع الأسد".
وأوضح أن "مصادر مقرّبة من مخلوف أفادت بكون الخطوة نتيجة تحضيرات استمرت أسابيع، شملت تدريبات عسكرية واتصالات مع دوائر غربية وعربية، بينها أشخاص قريبون من مسؤولين أمريكيين، كما شملت اتصالات غير مباشرة مع الإدارة السورية المؤقتة عبر وسطاء".
من جهةٍ أخرى، بيّن الكاتب أن "تحركات روسية بارزة رافقت الإعلان، مثل اجتماع مسؤول أمني سوري رفيع مع رئيس الاستخبارات الروسية، وتصاعد الأنشطة حول قاعدة حميميم، التي استقبلت مؤخراً نازحين من حمص، في خطوةٍ نفت بها موسكو مزاعم إخلاء القاعدة".
كما أشار إلى اتهاماتٍ موالية للإدارة الجديدة لقاعدة حميميم باستدعاء ضباط سوريين سابقين، دون تأكيد مستقل.
ولفت المحلل إلى أن "مراقبين سوريين رجحوا تنسيق مخلوف مع دولٍ لإيجاد حلّ لأزمة الساحل، الذي يُعتبر بوابةً لمخاطر إيرانية محتملة، خاصةً مع عجز الإدارة الحالية عن إدارة ملف العلويين، وفقدان الثقة بعد المجازر السابقة".
وأكد أن "البيان قد يكون رسالةً روسيةً للمجتمع الدولي بخصوص دور موسكو في كبح التدخل الإيراني، مستذكراً أن مخلوف والحسن يُحسبان على التيار المقرّب من روسيا، بينما يُنظر لغِياث دلا كشخصية مقرّبة سابقاً من المحور الإيراني".
وختم بالقول إن "نبرة البيان الهادئة تعكس توقعات مخلوف بوجود جهاتٍ مستعدة لالتقاط مبادرته، خصوصاً مع تصاعد المخاوف من مغامرة إيرانية جديدة، ما قد يفسر اختياره التحرك كتابةً هذه المرة، على غرار ما فعل غياث دلا عند إعلان تأسيس المجلس العسكري.